نعلم جميعاً أن طبيعة المناخ الصحراوي في بلادنا وما يشهده من تقلبات ورياح وأتربة، تجعل احتمالات الإصابة بمرض (الربو) تفوق نظيراتها في كثير من الدول، ورغم معرفتي بهذا- شأني في ذلك شأن الكثيرين من المواطنين- لم أستطع أن أخفي علامات الفزع والقلق والحزن، وأنا أقرأ تصريحاً لمعالي وزير الصحة د. حمد المانع، يفيد ان عدد المصابين بالربو في بلادنا يتجاوز مليوني فرد، وهو رقم مخيف جداً مقارنة بعدد السكان مواطنين ومقيمين، يقترب من حافة الكارثة وفق مقاييس منظمة الصحة العالمية.
ولعل ما يضاعف من حجم الفزع ما جاء في تصريحات وزير الصحة خلال حفل جائزة اللجنة الوطنية لتشخيص وعلاج الربو من أن 23.4% من المصابين بالربو هم من طلاب المدارس والأطفال على وجه الخصوص.
وأعترف أن هذا الرقم المخيف جعلني لا أشعر براحة أو سعادة، رغم ما أعلنه معالي الوزير من أن إجمالي عدد الأطباء الذين تم تدريبهم لعلاج الربو في القطاع الصحي الحكومي والأهلي يتجاوز 305 الف طبيب وطبيبة، كذلك معرفتي لأول مرة، بأن لدينا لجنة وطنية متخصصة في علاج وتشخيص الربو، وأنها تبذل جهوداً جادة بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الصحية الدولية لحصار هذا المرض، وهي جهود مشكورة، لكن ما ذكره معالي الوزير من وجود مليوني مصاب بالمرض يؤكد أن المسألة أكبر بكثير من جهود هذه اللجنة، ويحتاج الى استراتيجية شاملة تشارك فيها جميع مؤسسات وهيئات المجتمع الحكومية والأهلية، ذات العلاقة من قريب أو بعيد بهذا المرض وبرامج التوعية والوقاية ضده، فلا شك ان هذا المرض ما كان ليصيب هذا العدد الكبير لو أمكننا التوعية بمسبباته، وأعراضه- وكل شيء بقضاء وقدر- وأفضل وسائل الوقاية منه، وقبل هذه التوعية يصبح الحديث عن الإجراءات العلاجية أقل فاعلية وأضعف تأثيراً.
وليس أدل على هذا من إصرار أحد رؤساء البلدية السابقين في إحدى المناطق على تشجير الشوارع والميادين بشجر (البروسوبس) رغم ما يعرف عن علاقة هذا النوع من الأشجار المحضرة للإصابة بالربو.
وخلاصة القول أن التوعية بهذا المرض وتوسيع نطاق مواجهته بالوقاية ضرورة لنجاح إجراءات العلاج وليس العكس!
| 
"أفاق اسلامية"