أجبرتني (الظروف) في هذا الصيف على أن امتطي سيارة من نوع (ليموزين)! وكلنا معرض لذلك وفي أي وقتٍ والسبب يعود إلى أن سيارتي (الوحيدة) فرضت علي (شياكتها) وصيانتها الدورية في «وكالتها» الظالمة التي لا ترحم (الجيوب) بما فيها جيب العبدلله!!.
المهم أعود إلى قصتي مع (الليموزين) وأقول إنني استوقفت إحداها وهممت بالركوب وقلت لسائقها كم ستوصلني إلى (الحي الفلاني) فرد على الفور (اللي تدفعه) ففرحت أولاً لأن لهجة هذا السائق (سعودية) 100% أما الأمر الآخر فهو (سماحته) ولطفه ولكن (السماحة) وللأسف تحولت إلى (سذاجة) وذلك بسبب كثرة أسئلته والحديث عن نفسه وأقرانه وأنهم يجوبون الشوارع طوال النهار ولكنهم لا يحصلون إلا على ريالات محدودة قد لا تتجاوز 20% مما يحصل عليه (أبوقميص وبنطلون) القادم من الشرق!!.
بادرته على الفور وقلت ما هو السبب؟! وما الذي يفضل غيركم عليكم فرد قائلاً: للأسف أن شعبنا لم يستوعب بعد مهمتنا ولا يثق فينا ولا يرتاح للركوب معنا وخاصة (معشر النساء)!!.
قلت له: لماذا ونحن جميعاً ننشد (السعودة) في كل المجالات فرد قائلاً: وبنبرة فيها من (الحزن) اسأل شعبك!!.
ثم أردف هل تفسر لي الأسباب..؟!
قلت له نعم الأسباب (واضحة) وضوح الشمس عند الشروق!! قال كيف؟!
قلت اوقفوا (ثرثرتكم) أولاً وكثرة أسئلتكم مع الزبائن ثانياً؟! فالبعض منكم يسأل ما اسم الأخ؟ أين تعمل؟ وعشرات الأسئلة (السمجة) في أقصر مشوار والتي تبعث على (تطفيش) الراكب!! ثم خففوا السرعة والتهور أيضاً وحافظوا على أسرار الرجال والنساء الذين يستعينون بكم ولا تحاولوا معرفة بيوتهم أو ظروفهم التي أجبرتهم على الركوب معكم، وفي هذه الحالات ستجدونهم معكم وليسوا ضدكم بل ويفضلونكم على «الأجانب» الذين يلتزمون بالصمت وعدم الكلام والانصات لوصف الراكب إلى أن يوصله إلى مقصده!.
هذه نصيحة أقدمها لكم يا أحبابي أصحاب الليموزين إذا ما أردتم أن تنجحوا في هذا المجال وتكونوا عند حسن الظن الذي طرحته فيكم قيادتنا الرشيدة فليكن شعاركم الصمت والهدوء والتعامل اللبق مع الجميع،وما أفضل أن يخدم السعودي (سعودياً) آخر وفي كافة المجالات، وذلك بهدف الهروب من البطالة وضمان السعودة (المُرتجاة) وأبعاد كل ما هو أجنبي من أي عملٍ يستطيع (السعودي) القيام به حتى لو كان سائق ليموزين.
والله الموفق.
|