* حائل - عبد العزيز العيادة:
في واحدة من القصص الأكثر مأساوية تاهت طفلة (يتيمة) لم تتجاوز السادسة من العمر في صحراء النفود، وذلك خلال رحلة برية ليلية؛ حيث كانت مع والدتها الأرملة وإخوانها الأربعة بصحبة أقارب لهم، وللمصادفة كانت تلك أول رحلة لهم خلال الإجازة الصيفية؛ حيث يعيشون على الكفاف، ولا يجدون ما يسد رمق عيشهم. ومضى الصيف ليكتمل السيناريو الحزين بضياع الطفلة؛ ليشهد النفود أشد المشاهد الحزينة للأم المكلومة التي أصيبت بحالة نفسية حزينة، وحاولت الانتحار من شدة انفجارها وعدم تحملها بعد توالي المواقف الصعبة عليها وعلى أولادها بعد وفاة زوجها؛ ليحتار الموجودون في الرحلة بين البحث عن الطفلة التائهة وبين متابعة الأم ومنعها من الانتحار؛ لتمضي الليلة كأصعب ليلة، والجميع في ذهول مما يحدث وبحث مضنٍ. وبعد بزوغ أنوار الفجر الأولى استطاع أحد الأقارب أن يعثر على الطفلة نائمة في مكان منزوٍ وقريب من نفس المكان، ولكن ربكة الأم أفقدت الجميع صوابهم ولم يعثروا على الطفلة في حينها. الأم من جهتها لم تصدِّق، وما أن رأت طفلتها حتى أغمي عليها، ولم تُفِقْ إلاَّ في اليوم التالي.
|