* موسكو - سعيد طانيوس:
استهجن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ابداء نظيره الأمريكي كولن باول تخوفه من انتقاص الديمقراطية بنتيجة تدابير مكافحة الارهاب المقرر اتخاذها في روسيا، وانتقد محاولات واشنطن املاء نموذجها من الديموقراطية على العالم. وتساءل، لماذا يعتبر باول ان هناك نموذجا واحدا من الديموقراطية يجب تعميمه على العالم؟
وقال لافروف للصحفيين في معرض تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الامريكي بعد اختتام اجتماع وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة في الاستانة الأربعاء الماضي (إن الإصلاح الإداري والإصلاح الاقتصادي والعمليات الجارية في روسيا هي شأن داخلي يخص بلادنا).
وحسب أقوال لافروف فإنه يفهم شخصيا تصريحات باول بأنها تأكيد على وجوب اتخاذ تدابير حازمة في مكافحة الارهاب وفي الوقت نفسه الالتزام بالتوازن بين شدة هذه التدابير وصيانة القيم الديمقراطية. إلا ان وزير الخارجية الروسي لفت الانتباه الى ان باول اكد تضامن الولايات المتحدة مع روسيا في مكافحة الارهاب الدولي.
واعاد الوزير الى الاذهان ان الولايات المتحدة نفسها اتخذت بعد 11 ايلول-سبتمبر 2001 تدابير مشددة اختلفت الآراء بشأنها في المجتمع الامريكي.
على صعيد آخر، كشف نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف عن أن الدورة التاسعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة ستشهد لقاء مكرسا لبحث مسألة العراق بمشاركة الدول الأعضاء في مجموعة الثماني، والبلدان المجاورة للعراق، وتلك الدول التي تستطيع أن تساهم في عمليات إعادة البناء في هذا البلد.
وقال الدبلوماسي الروسي في حديث صحافي الأربعاء الماضي (إن هذا اللقاء سيجري على هامش عمل الدورة التاسعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وعلى مستوى وزراء الخارجية، ويمكن له أن يعطي دفعا للجهود الدولية الهادفة إلى المساعدة في تسوية الوضع في العراق).
وفي معرض تعليقه على موقف روسيا ذكر فيدوتوف: (إن موسكو كالسابق ترى في ظل اشتداد حدة التوتر في هذا البلد ضرورة الرجوع إلى فكرة عقد مؤتمر سياسي دولي بمشاركة جميع القوى السياسية في العراق، بما فيها قوى المعارضة، والدول المجاورة، والأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي. ويمكن التوصل في إطار هذا المؤتمر إلى قرارات إضافية تساعد في عملية التسوية في العراق).
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي على استعداد موسكو لمواصلة تقديم المساعدة في إعادة بناء العراق حيث أجرت الشركات الروسية في وقتها أعمالا مكثفة في مجال بناء وتعمير مختلف المنشآت. وللأسف الشديد، أعاقت الظروف الأمنية السيئة تلك الجهود.
وشدد فيدوتوف في الختام على أن الشركات الروسية ستتوفر لها فرص جديدة للعمل في المشاريع العراقية فور تحسن الظروف الأمنية في هذا البلد.
|