يشكل الانتقال من بيئة مناخية إلى أخرى هاجسا كبيرا لأي إنسان للاختلاف الذي يتعرض له نتيجة للفوارق التي قد تكون كبيرة بين الدول أو المنطقة التي انتقل منها إلى الدول أو المنطقة القادم إليها مما يترتب على ذلك أعراض صحية قد تصيبه جراء هذا الانتقال المفاجئ ، وتكثر ملاحظة ذلك خلال العطلات الصيفية لأبناء المملكة الذين يحزمون حقائبهم بشكل جماعي من المناطق الحارة إلى مناطق أخرى أقل حرارة، ومثل هذا الانتقال كما يؤكد الأطباء ينتج عنه اختلال في تقبل الجسم للأجواء المناخية الجديدة بشكل مفاجئ ويحذرون من ذلك بأخذ الحيطة اللازمة وأولها معرفة درجات الحرارة في المناطق التي سيسافر إليها ومدى ارتفاعها عن سطح البحر خاصة للمصابين بضغط الدم لكيلا يفاجأوا بأعراض مرضية قد تؤثر على الصحة العامة، وهذا الحال ينطبق في حالة العودة من السفر وما يرافق ذلك من مصاعب للتأقلم على حالة الطقس والأجواء المحيطة. ونشهد ذلك في مثل هذه الأيام حيث تقترب بداية العام الدراسي وعودة الجميع لأعمالهم من مناطق مناخية متنوعة ومتباينة من حيث الحرارة أو الاعتدال أو البرودة إلى أجواء تسودها درجات الحرارة المرتفعة، وينبه الأطباء إلى أن أكثر المتضررين أو المتأثرين بذلك هم الأطفال وصغار السن حيث ترتفع معدلات الإصابة بينهم بأمراض الزكام والرشح وارتفاع درجات الحرارة وفي بعض الحالات اضطرابات الأمعاء والإسهال، ويرجع ذلك إلى اختلاف المناخ إضافة إلى تغير طبيعة الغذاء واختلاف مواعيد الوجبات وأوقات النوم. لذلك يجب استشارة الأطباء عند ظهور مثل هذه الأعراض، كما ينصح المختصون دائما بأهمية التعامل مع الأجواء الجديدة بشكل تدريجي منذ الوصول أليها ومراعاة فترات الخروج من حيث اختيار الوقت المناسب لذلك لتفادي حدوث مثل هذه الأعراض بإذن الله.
(*)مدير عام المستشفى |