إن العلاج المائي للقولون هو طريقة فعالة وسليمة لإزالة الفضلات من القولون دون استعمال أدوية. يتم ذلك بإدخال ماء دافئ ومفلتر وبشكل منتظم إلى القولون؛ مما يؤدي إلى تطرية الفضلات وتسهيل تفريغها عن طريق الحركات المعوية الطبيعية، وهذا يتكرر عدة مرات خلال الجلسة الواحدة. ويحصل الإنسان على أفضل النتائج بعد العلاج المائي للقولون إذا كان ذلك مصحوبا بتغذية صحيحة وتمارين رياضية. الآن أصبح بإمكاننا في مستشفانا وتحت إشراف طبي ممارسة هذه المعالجة بطريقة آمنة ونظيفة بفضل الأجهزة الحديثة المتعارف عليها دوليا.
وبما أن القولون يعتبر مكان تجمع الفضلات في الجسم ولا نشعر بذلك الا عند إصابتنا باضطراب في القولون مثل الإمساك أو الإسهال؛ لذلك فإن التخلص الدوري من هذه الفضلات يعطي أفضل النتائج لكل الجسم ويشفي كثيراً من الأمراض علما بأنه يمكن أن يكون في القولون عند الإنسان العادي حوالي 5 كيلو جرامات من الفضلات الجافة أي التي لا تخرج مع التبرز العادي.
تاريخيا الحقنة الشرجية معروفة عند الفراعنة، وفي القرن السابع عشر كثر استعمالها وخاصة عند الفرس حيث كانت تجرى ثلاث إلى أربع مرات يوميا لأنهم اعتبروا أن النظافة الداخلية هي من أهم أسباب الصحة الجيدة، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وبعد اكتشاف المطاط بدأ تطور صناعة الحقن الشرجية وأصبحت تستعمل بشكل افضل لتنظيف القولون.
كتب الدكتور كلوغ عام 1917 في المجلة الأمريكية لأمراض الهضم أنه عالج 40000 حالة بالحقن الشرجية والحمية والتمارين الرياضة وحصل على نتائج مذهلة حيث إنه لم يضطر للعمل الجراحي إلا في20 حالة فقط, وقال الدكتور جيمس ولزي: إن معلوماتنا عن فسيولوجية القولون الطبيعية وغير الطبيعية وأمراضه لم تتقدم بنفس سرعة تقدم معلوماتنا عن بقية الأجهزة في الجسم وطالما اعتقدنا أن القولون يمكنه الاهتمام بنفسه سوف نظل على جهلنا بمصدر مهم لكثير من امراض الجسم ككل.
أما إذا تساءلنا: إلى كم جلسة معالجة مائية للقولون يحتاج الإنسان؟ فالجواب على ذلك أن كل شخص يختلف عن الآخر؛ فبعضنا يزاول الرياضة بشكل يومي أو أسبوعي لشد عضلاتنا، كذلك هناك من يجري المعالجة المائية للقولون بشكل دوري وذلك كجزء من برنامج للمحافظة على صحة سليمة. أما الجلسة في حد ذاتها فهي مريحة لأكثر الأشخاص حيث يشعر الإنسان بشعور الصحة وبعض الناس اعتبرها من أهم التجارب التي مر بها، ومدتها حوالي 30 - 45 دقيقة وبفضل الأجهزة الحديثة يتم غسل القولون بالماء الدافئ لعدة مرات لإفراغ القولون بواسطة حركاته الطبيعية؛ مما يؤدي إلى تنشيط وظيفته، علماً بأن هذه الأجهزة موافق عليها من الهيئة الأمريكية للأغذية والأدوية أي أنها معيّرة بشكل دقيق من حيث نظافة المياه وحرارتها وكميتها, أما الأقسام التي تستعمل بتماس مع الجسم فهي تستعمل لمرة واحدة فقط.
وحتى نعرف أكثر عن العلاج المائي للقولون فهذه بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً:
1- ما هو العلاج المائي للقولون؟
- هو أفضل طريقة آمنة وفعالة لتنظيف القولون من الفضلات وباستعمال الأجهزة الحديثة لعلاج القولون المائي أصبح بالإمكان تنظيف القولون بماء معقم وحرارة وضغط ثابتين. الجلسة تستغرق حوالي 30 - 45 دقيقة يدخل ويخرج خلالها الماء المعقم من وإلى القولون ليخلصه من الفضلات السامة والطفيليات.
2- ما هي وظيفة القولون؟
- إن وظيفة القولون هي طرد الفضلات القذرة الآتية من الأمعاء الدقيقة إلى خارج الجسم. أما وظيفته الثانية فهي امتصاص الماء والشوارد من الفضلات عند مرورها خلاله، فإذا كان لا يعمل بالشكل الجيد فإن هذه الفضلات تصبح قاسية وتبدأ بالتجمع داخل القولون؛ مما يزيد من طرح سمومها في الجسم.
3- هل صحيح أن الشخص يحتاج إلى عدة جلسات حتى يستفيد منها؟
- إن ذلك يعتمد على السبب الذي أتيت من أجله؛ فإن كان السبب بداية نزلة بردية أو صداع أو ألم أسفل الظهر فعلى الأغلب فإن جلسة أو جلستين تكفيان.
أما إذا كان الهدف التخلص من إمساك مزمن فإن ذلك يحتاج إلى تغيير في النمط الغذائي بأخذ كمية أكبر من الأغذية الغنية بالألياف و(1 - 1.5) لتر من السوائل وإلى عدة جلسات معالجة (4-3) وذلك بحسب الاستجابة لها. وبعدها قد يحتاج الإنسان إلى جلسة كل (3-4) اشهر للمحافظة على صحة القولون.
4- ما هي فوائد العلاج المائي للقولون؟
- له فوائد كثيرة منها:
1- تنظيف القولون: عند تخليص الجسم من هذه الفضلات يخلصها من السموم المنبثقة منها وكذلك يعيد حيوية القولون ليعود إلى العمل بالشكل الطبيعي.
2- تمرين عضلات القولون: إن تجمع الفضلات يضعف القولون وعليه فإن ملء وإفراغ القولون عدة مرات يحسن التقلص العضلي لجدار القولون ويجعله يعود لحالته السابقة.
3- إعادة الشكل الطبيعي للقولون: يتغير شكل القولون عند امتلائه بالفضلات القديمة؛ مما يؤدي إلى أعراض مرضية كثيرة؛ لذلك فإن افراغه اللطيف بالماء يعيد له شكله الطبيعي.
4- تنشيط مراكز المنعكسات: إن كل جهاز بالجسم متصل بالقولون عن طريق منعكسات عصبية؛ لذلك فإن العلاج المائي يعيد نشاط هذه المنعكسات بسبب الملء والإفراغ المتكررين للقولون.
5- تحسين القدرة الجنسية: بسبب ازدياد الطاقة الحيوية.
5- ماذا عن الأمان والنظافة؟
- هناك عاملان مهمان في العلاج المائي للقولون؛ الأول أن يكون المعالج ذا خبرة والثاني استعمال جهاز حديث آمن. نحن نستعمل جهاز Aquanet EC 2000 وهو من أحدث الأجهزة في العالم وبه صمام أمان لمراقبة ضغط الماء داخل القولون أما من ناحية النظافة فإن الجهاز يعقم الماء قبل دخوله القولون كما أن جميع الأدوات المستخدمة تستعمل لمرة واحدة فقط.
6- هل غسل القولون مؤلم؟
- في النادر أن يكون مؤلماً ويكون ذلك غالباً بسبب توتر المريض وأكثر الأحيان فإن المريض يستمتع بتنظيف القولون ويحس بالشعور بخفة الوزن والنظافة. وقد يشعر الإنسان بشيء من المغص أثناء الغسل وذلك بسبب انقباض القولون لتفريغ الماء ولكن ذلك محمود جداً.
7- هل أحتاج إلى تحضير معين قبل العلاج؟
- من المستحسن أن يكون الأكل والشرب، بعد المعالجة بساعتين، خفيفين، وكذلك أخذ حقنة شرجية أو استعمال ملين قبلها وذلك حتى يكون تأثيرها افضل.
8- علاج القولون ضروري ولكن لماذا لا أستعمل تحاميل أو حقناً شرجية أو مسهلات بدلاً عنه؟
- إن كل ما ذكر له فائدة في المكان المناسب؛ فمثلاً الحقنة الشرجية تفرغ الجزء الأخير من القولون فقط، ويستعمل بها حوالي لتر واحد من الماء. كذلك التحاميل الشرجية حيث إن لها نفس المفعول، أم بالنسبة للعلاج المائي فيستعمل ما يعادل 100 لتر ماء معقم ودافئ ويعادل تأثيره نحو 30 حقنة شرجية؛ لذلك لا مجال للمقارنة بينها وبين بقية المعالجات.
9- ما هي الأسباب الداعية للعلاج المائي للقولون؟
1- الأعراض الهضمية مثل الإمساك والإسهال وعسر هضم النشويات والغازات والنفخة والقولون العصبي ورائحة النفس الكريهة.
2- الأعراض الجلدية مثل الأكزيما والبهاق.
3- التصلب اللوحي، والروماتيزم، والإرهاق المزمن، والبرد والأنفلونزا، وبعض أنواع الصداع.
4- قبل الصيام؛ وذلك للتخلص من السموم الموجودة في الفضلات حتى يكون تنظيف الجسم كاملاً.
5- للرياضيين؛ حيث إن علاج القولون المائي يحسن الاستقلاب الغذائي في الجسم.
6- الأسباب النفسية عند الأشخاص الذين يظنون أن أكثر أمراضهم تزيد مع اضطراب القولون.
هناك المئات من المعالجين في الولايات المتحدة الأمريكية يعالجون مئات الألوف من الناس الذين يدعون أنه بفضل هذه المعالجة أصبحت صحتهم أفضل وتمكنوا من ترك كثير من الأدوية مثل المهدئات ومسكنات الألم والمرخيات العضلية، علماً بأن أكثر الأشخاص الذين جربوا العلاج المائي للقولون شعروا بتحسن عام وازدياد في النشاط؛ لذلك فإن أكثرهم ما زال مستمراً في العلاج بشكل دوري. وقد اكتشف مؤخراً أنه يفيد في تقوية العوامل المضادة للشيخوخة.
وفي النهاية أقول: إذا كنت تشكو من القولون العصبي أو من إمساك أو إسهال أو من صداع متكرر, أو آلام في الظهر, أو تعب, أو رائحة فم أو تهيج أو مشاكل جلدية مزمنة، أو غازات في البطن, أو مقاومة ضعيفة ضد البرد والالتهابات أو نقص في الطاقة الحيوية فأنت قد تحتاج إلى علاج القولون المائي.
تحت إشراف الدكتور نبيل العجمي
استشاري جراحة وأمراض الشرج
عضو الجمعية العالمية لعلاج القولون المائي |