* الرس - أحمد الغفيلي:
منذ انضمامه للعمل الإداري كعضو في مجلس إدارة نادي النصر وتوليه مهمة الإشراف المباشر على فريق كرة القدم الأول والأستاذ عساف العساف يحظى بحب وتقدير كافة المنتمين لفارس نجد من مسئولين ولاعبين وأجهزة تدريبية وجماهير كنتيجة متوقعة للجهد الكبير والعمل المنظم والمثالية والرقي في التعامل والقدرة على احتواء وحل الكثير من الإشكاليات والمعوقات والشفافية والوضوح والصراحة في مواجهة ما قد يطرأ من مواقف فضلا عن تمكنه من استيعاب وتفهم متطلبات العمل في موقع حساس ومؤثر بنادٍ بحجم النصر وبراعته في التكيف مع الظروف المحيطة لا سيما المتعلق منها بالمطالبة الجماهيرية الملحة بالعودة السريعة للأصفر لساحة المنافسة على الألقاب المحلية التي ابتعد عنها لسنوات سبقت إسناد المهمة لأبي مشهور والذي حاول جاهداً تحقيق آمال وطموحات النصراويين إلا أن الحظ وقف أمامه في مراحل حسم مهمة وأطال سنوات الحرمان والانتظار والتلهف لمعانقة الذهب ولأن كثيراً من النصراويين على اطلاع مباشر بحجم العمل والبذل وعلى إدراك بأن أبا مشهور قدم ما في استطاعته حاول واجتهد وجانبه التوفيق لظروف لا علاقة له بها لذا لم يكن غريباً إصرار النصراويين على استمراره ورفض استقالته كمؤشر على مكانة مرموقة أوجدها عساف لنفسه داخل الكيان النصراوي.ولذا كان من الطبيعي أن يستحوذ على اهتمام الشارع الرياضي برمته التحول المفاجئ والتناقض والاختلاف الجذري ما بين المشاعر النصراوية الحزينة على مغادرته النادي وتركه مهمته وما حملته تصريحات متتابعة صدرت مؤخراً احتوت على كثير من العبارات الموجهة لأبي مشهور وفيها الانتقاص والتذمر والسخط آخرها ما تحدث به صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة نادي النصر المكلف في مؤتمره الصحفي والذي أعلن خلاله سحب العضوية الشرفية من أبي مشهور وحرمانه من دخوله النادي مستقبلاً.
******
الجزيرة حرصا منها على تتبع وكشف الغموض عن مسببات توتر العلاقة ما بين النصر ممثلاً بالعديد من مسئوليه وعضو شرفه الحالي المشرف على فريق كرة القدم عضو مجلس الإدارة السابق عساف العساف الذي تحدث للجزيرة في حوار صريح وضع خلاله تصوراته تجاه الخطاب النصراوي الموجه لشخصه.
بداية تحدث أبومشهور مبديا دهشته واستغرابه من محاولة مصادرة آرائه التي سبق أن تحدث عنها مؤكداً أنه لم يتحدث إلا بقناعة وأن ما سبق أن صرح به رأي شخصي لا يملك أن يمليه أو يجبر أي شخص على الأخذ به وقبوله وفي نفس الوقت لا يحق لأي كائن كان أن يصادر آراءه ويتصدى لها وهو غير معني بها ولا تمسه من قريب أو بعيد ولا يرضى أن تمارس الوصاية عليه من قبل أطراف لا علاقة لها بما قاله في تصاريح صحفية مؤكداً أن ما هدف إليه مصلحة النصر الكيان والذي لا يمكن أن يعمد للإخلال باستقراره وتوازنه وأنه كان يتمنى أن يتعامل الجميع وفق مبدأ الرمز النصراوي الراحل والذي كان يستمع ويتفهم أطروحات كافة المنتمين للنصر ويقدر قناعاتهم ولا يسعى لإثنائهم عنها بقدر ما يناقشهم برقي واحترام ف (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) مبدأ ظل الفقيد يردده ويعمل به (وكم تأملت لو أن الجميع تمسك وحافظ على هذا النهج).
وحول المؤتمر الصحفي الأخير للأمير ممدوح بن عبد الرحمن وإعلانه سحب العضوية الشرفية من أبي مشهور واستخدامه لتعبير الطرد للإشارة إلى منعه من دخول النادي قال أبومشهور إن نادي النصر كغيره من الأندية السعودية مؤسسة وطنية أنشئ ليكون تحت خدمة جميع المواطنين بمختلف انتمائهم ويدار بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي يقف على هرم المسئولية فيها أمير الرياضة العربية ووجه السعد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل وهناك أنظمة ولوائح تحدد حجم الصلاحيات الممنوحة للعاملين بإدارة الأندية الرياضية والتي وجدت لتوفر مناخاً للراغبين في تقديم خدمة تطوعية للمساهمة في رقي الرياضة السعودية ورد الجميل لوطننا والذي مهما عملنا من أجل شبابه من تضحيات فلن نوفيه حقه وبالتالي فأي مسئول في أي نادٍ تقع على عاتقه مهمة العمل على استقطاب الرياضيين وترغيبهم للانتساب إلى العمل الرياضي وما قيل في المؤتمر الصحفي أعتقد أن المسئولين في رعاية الشباب وفي مقدمتهم أمير الرياضة العربية وسمو نائبه هم أول من يرفضون ولا يقبلون به إطلاقاً وأتمنى أن يكون لسموهما وقفة جادة وسريعة حتى لا يستفحل الأمر وتصبح رايات التهديد بالإبعاد والطرد والمنع من دخول الأندية الرياضية مرفوعة في وجه كل من يعمل بجد وإخلاص ويضحي بوقته وماله ومن ناحيتي فما قيل لا يعنيني من قريب أو بعيد والنصر سيظل بيتي الثاني لا يملك حق منعي دخوله سوى رغبتي وظروفي والتزاماتي أما سوى ذلك فهو كلام للإثارة لا أقل ولا أكثر.
وبخصوص استقالته وهل طلب منه الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود ذلك كما ورد في حديث الأمير ممدوح قال أبومشهور: إن أبا خالد - رحمه الله - لم يطلب مني الاستقالة ولم يهددني بالإقالة وهي معلومة ربما نقلت للأمير ممدوح ولم يكلف نفسه عناء التأكد من صحتها فأطلقها على أنها حقيقة والواقع أن أخي خالد الميمان الأمين العام للنادي وهو رجل أحترمه وأقدره هو من كتب الاستقالة بعد أن اتفقت معه على تقديمها وقمت بالتوقيع عليها وسلمت لمجلس الإدارة ولم يتم الموافقة عليها إلى الآن رغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر على تقديمنا لها ولو كان الأمير ينوي إقالتي لوافق عليها مباشرة والأمير أسكنه الله فسيح جناته سبق وأن رفض استقالتي في الموسم قبل الماضي حينما آثرت الابتعاد إلا أن إصراره ولما له من مكانة خاصة وجدت نفسي مجبراً للموافقة والعودة من جديد.
وحول مبررات الغضب تجاه أبي مشهور أوضح أنه لا يملك الإجابة فعلاقته مع الجميع مثالية ولم يسبق له الدخول في إشكاليات إلا إذا كان (والحديث لأبي مشهور) إعلانه رغبته وأمنيته في تولي الأمير منصور بن سعود رئاسة النادي لخلافة الرمز الراحل قد أثارت في نفوس البعض موقفاً وفسرت في غير محلها واعتبروها توجهاً لفرض أسماء معينة أو قطع الطريق على من يرى في نفسه مؤهلاً لتولى المنصب فذلك تفسير خاطئ فأنا أقدر الجميع وترشيحي للأمير منصور نابع من حرصي على مستقبل النصر ولأنه الرجل المناسب لمرحلة مهمة وحساسة تأتي عقب خسارة شخصية رياضية من الصعب تصور حجم الفراغ الذي أحدثه غيابه ولأن الأمير منصور يتمتع بحب وتقدير الجميع ولديه من الكفاءة والفكر الإداري والرؤية الصائبة ما لا يمكن حصره وبحكم خبرته الرياضية وعلاقته المميزة مع أعضاء الشرف ومساندته ووقوفه ودعمه المتواصل لذا فهو بالنسبة لي الخيار الأول دون الانتقاص من قدر رجال النصر الآخرين.
وحول مطالبة الأمير ممدوح أبامشهور بالجلوس في منزله قال: إن الأمير ممدوح لم يكن متواجداً بالنادي ويغيب لفترات طويلة ويكاد يكون حضوره مقتصراً على اللقاءات الجماهيرية وبالأخص المنقولة على قناة (ART) ولم يسبق له حضور اجتماعات مجلس الإدارة الرسمية ولذا فربما هو لا يدرك حجم العمل الذي قمت به بجانب الفقيد الراحل ولو كان سموه معايشاً لأحوال النادي بصفة دائمة لعرف أنني قدمت خلال السنوات السابقة الشيء الكثير والذي أعتبره واجباً لا أسعى إلى التفاخر به أوالإعلان عنه وأتمنى ألا أضطر إلى كشفه بالمستندات والوثائق.
فالأمير ممدوح أول من كلان يطلب مني ولأكثر من مرة تقديم سلفة للنادي لحل مشكلة تأخر رواتب اللاعبين والمدربين وتراكم الالتزامات المادية ولم أتردد في التجاوب المباشر ولم أطالب بمستحقاتي أسوة بغيري تقديراً للفقيد ولأنني أعتبر ماقدمته واجباً لا أنتظر أن يشكرني عليه أحد إلا أني ومن أبسط حقوقي لم أنتظر أن يصادر حقي وأوصَف بالحاقد والناكر للجميل.
وفيما يتعلق بطلب الأمير ممدوح لي بالمكوث في منزلي والتفرغ لأهلي فأذكر سموه بأن عملي في النادي أخذ مني الكثير من الوقت والجهد إلا أنني أدرك مسئولياتي الأسرية ولست بحاجة لنصيحة للاهتمام بأبنائي ولم أتوقع أن يصل الحد - لتعمد الإساءة لشخصي - للحديث عن أمور شخصية لا حق لأحد في التدخل فيها.
وعرج أبومشهور في الحديث عن قضية الحقباني والحارثي مؤكداً أن لا علاقة له من قريب أو بعيد بمنعهم من التجاوب مع لجنة المنشطات والقضية محسومة وصدر تجاهها قرار من أمير الرياضة بعد تحقيق وبحث ودراسة (ويعلم الأمير ممدوح أنني فور نهاية مباراة الأهلي غادرت الملعب بصحبة سائق الأمير سعود بن عبد الرحمن وتوجهت فوراً لمقابلة عضو شرف فاعل ومؤثر وداعم ومعي خطاب رسمي كلفت بإيصاله من قبل الراحل الرمز النصراوي الأمير عبد الرحمن بن سعود وبرغم نيتي على الاستقالة إلا أن مصلحة النصر تحتم علي القيام بكل ما ينصب لصالح الفريق مستقبلا ولعل الأمير ممدوح يتذكر حجم المعاناة التي صادفتها أثناء مغادرتي الملعب والتي صادفت خروج الجماهير الأهلاوية المحتفلة بالفوز والتأهل للمربع الذهبي وما واجهته من مضايقات ولم أعرها اهتماماً وكان همي إنجاز المهمة ولكي أضع الجميع أمام الواقع فسموكم قبل مغادرتي الملعب كان في نقاش حاد مع الدكتور عبد الله الجوهر داخل أرض الملعب وبحكم أنك نائب الرئيس ومرافق للفريق فأنت صاحب الصلاحية مما يدل على أن من ساهم في تطور حادثة النجمين الحارثي والحقباني ليس أبامشهور وكم كنت أتمنى ألا تغيب الحقيقة فمن الأجدى أن يتحمل المخطئ المسئولية بشجاعة)
وحول عتب سموه على أبي مشهور لانتقاد عضو الشرف خالد البلطان قال: أنا تحدثت عن محدودية دعم الرجل وما رافقه من ضجة إعلامية وكان هدفي مصلحة النصر والبلطان هو الأقدر على الرد وحديثي ليس انتقاصاً أو إقلالاً من شخصه أما مطالبة الأمير ممدوح بأن أدفع ثمن ما حصلت عليه من أضواء إعلامية خلال عملي بالنصر فهذا الكلام مكرر وسبق أن تحدث به أحد مسئولي النصر وهو مردود عليه فما قدمته من دعم كتبرع أو سلف ومساهمتي في توفير رواتب اللاعبين والمدربين ومساعدتي إخواني اللاعبين سواء المعلن عنها أو غير المعلن وجلبي للعديد من اللاعبين وتسجيلهم ومبادرتي لحل أزمة رواتب ومستحقات خليو سيزار بمشاركة عضو الشرف الأخ طلال الرشيد وتجديد عقود اللاعبين المحليين وتذاكر اللاعبين الأجانب وعلاج المصابين وتواجدي اليومي ومرافقتي للفريق داخل وخارج الرياض ومتابعتي كل صغيرة وكبيرة وتكفلي بمصاريف سكن وإعاشة ومكافآت الفوز في عدة مباريات والتي كانت محل تقدير الفقيد الراحل ورضاء نجوم النصر وجماهيره وزملائي في مجلس الإدارة يعلمون ذلك بحكم تواجدهم واطلاعهم وهي مبالغ دفعتها وكنت حريصاً على ألا يتم نقاشها إعلامياً هذا من جانب ومن جانب آخر تحركاتي التي يشهد بها الجميع واتصالي مع الرمز النصراوي الكبير الداعم والتي أثمرت عن اطلاعه على الكثير من معاناة النادي المادية ومبادرته وتجاوبه كل ذلك كافٍ لإظهار الحقيقة وكل ما أخشاه أن يلاقي سواء خالد البلطان أو غيره من الداعمين نفس المصير إذا ما ابتعد أو استقال.
وحول رأيه في تكليف الأمير ممدوح برئاسة النصر قال: أتمنى أن يكون قادراً على لم الشمل النصراوي واحتواء كل المحبين وتقريب وجهات النظر ما بين أعضاء الشرف والداعمين والشفافية والصراحة في التعامل مع الجماهير رغم أنني أتمنى صادقاً أن يقبل الأمير منصور بن سعود ويتجاوب مع رغبة النصراويين ويتواجد على هرم الإدارة كتثمين وتقدير لمكانة الأمير منصور الواقعي والواعي والمطلع على كل صغيرة وكبيرة.
سألنا أبامشهور حول سحب العضوية الشرفية كما أعلن ذلك الأمير ممدوح فقال: إن في النصر مجلساً شرفياً تحكمه لوائح وأنظمة والنصر سباق لطرح فكرة أطلقها الأمير منصور بن سعود واعتمدها الأمير عبد الرحمن - رحمه الله - تنظم مهام وصلاحيات المجلس الشرفي وعلاقتي بالنصر لا تحكمها بطاقة العضوية الشرفية فهي ممتدة مع رموزه ولاعبيه وجماهيره وكنت أتمنى ألا يتفوه الأمير ممدوح بمثل ذلك وأن يدرك أن المرحلة الحالية تستوجب عملاً جماعياً ونبذ الخلافات ولنا في شقيقنا الهلال عبرة ودرس في كيفية تعامل رموزه وعلاقتهم ببعض ولم يحدث على الإطلاق أن انتقدوا بعضهم البعض كما هو حادث في النصر فضلاً عن أن الهلاليين ولمصلحة الأزرق لا يهمهم المواقع والمراكز القيادية ولا يتوقف دعمهم عند هوية الرئيس فالهلال عند رموزه هو أول الأولويات وحقيقة بمرارة أقولها وبعد أن وجه لشخصي الإساءة فكرت جدياً فيما لو أن أبامشهور قدر له أن يكون هلالياً فقدمت نفس الجهد والعطاء والتضحية فبالتأكيد سأغادر الهلال وفي عنقي باقات ورود وشكر وتثمين كما هو حال كل من يعمل في الهلال.
وأخيراً سألنا أبامشهور حول خلاصة تجربته مع النصر وما الذي يعتبره إيجابياً أو سلبيا فقال: إنه يكفيني فخراً ثقة الراحل واختياره لي وتقديمه الدعوة لشخصي للانضمام لإدارة النصر وتشرفي بتولي مهمة المشرف العام على فريق كرة القدم فأنا ومنذ الصغر عاشق للنصر وعايشت بطولاته وانتصاراته وللنصر مكانة في قلبي زادت بعد أن عايشت عن قرب الفقيد والقدوة عليه رحمة الله كما تشرفت بالعمل مع نماذج إدارية مثالية في مقدمتهم الأمين العام الخلوق أخي الأستاذ خالد الميمان والأساتذة فهد العجلان ومحمد الجميح ورائد البراهيم وطارق بن طالب، ورجال النصر وأعضاء شرفه ونجومه وجماهيره التي وصلني منها كم هائل من الاتصالات خلال الأيام الماضية وإن كان لي كلمة أوجهها للأمير ممدوح بن عبد الرحمن فالنصر كيان كبير له جماهيره المحبة والمتلهفة للبطولات ولا يعنيها أي شيء بقدر ما يهمها النصر وأتمنى أن يتم التعامل معها بقدر ما تملكه من فكر واع، وكل ما أتمناه أن يتم تركيز للعمل فيما فيه مصلحة النصر وأن لا يكون الهلال أوغيره الشغل الشاغل فكل أندية الوطن سواسية تؤدي أدواراً تنافسية لمصلحة الكرة السعودية وعليه أن يقرأ واقع الأندية المستحوذة على البطولات ويتعرف على سر تفوقها كأندية بطلة متوجة محلياً وخارجياً بدلاً من الحديث عن أمور لن تنسي النصر في شيء بقدر ما تسهم في تعكير أجوائه.
|