سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نشرت صفحة (عزيزتي الجزيرة) الصادرة يوم الجمعة الموافق 18-7-1425هـ رداً من الأخ صالح التويجري على تعقيب الأخ سعيد الزهراني، حول دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع غيرهم من الطلبة الآخرين، واختلاف وجهة النظر بين الأخوين الكريمين.. فأحدهما يرى الدمج والآخر يرى عدم الدمج.. وبتأمل الوضع من خلال ما يتم الاطلاع عليه من مشاهدة لعينات من اولئك يتضح ان الأمر يختلف باختلاف الحالة نفسها، فهناك حالات يمكن دمجها مع الطلبة الآخرين، وأخرى لا يمكن دمجها، وفي ذلك مصلحة لكلا الطرفين ففي الحالة الأولى مصلحة لفئة معينة وهي التي تستجيب بصورة مباشرة لما يطرح عليها مع ما قد يوجد في بعضها من ضعف يسير جداً في الاستجابة، وهؤلاء هم من يوجد فيه نسبة يسيرة من الإعاقة كمن به شلل في قدميه أو به ثقل في الكلام أو تأخر بسيط في الفهم ويمكن لصاحبها الاندماج والتفاعل مع من حوله من الطلبة بعد فترة قصيرة، بينما الفئة الاخرى وهي كمن به شلل لا يستطيع معه الإمساك بجسده أو يبدي حركات أو يخرج أصواتا ملفتة للنظر أو لا يستطيع الامساك أو التحكم بعضو من أعضائه، فهؤلاء من المصلحة لهم ولغيرهم بقاؤهم في مدارس خاصة بهم، فمصلحة غيرهم وخاصة في المرحلة الابتدائية تتحقق في عدم وجود مثل هؤلاء، لأن وجودهم مع غيرهم سوف ينتج ردة فعل معاكسة من غيرهم سواء بسبب عدم استجابتهم للأوامر التي تعطى لهم من المدرسين، أو من ناحية ما قد ينتج من اولئك من حركات، وهو ما قد يحدث شد انتباه للطلبة الأسوياء لما يصدر من اولئك من حركات او اصوات أكثر من الدرس..لأن عقولهم لا تدرك وضع اولئك حتى يستطيعوا الصبر لحين تأقلمهم معهم.
السبب الثاني: ذوي الاحتياجات الخاصة قد يتعرضون لعكس ما يراد لهم كأن يحصل الاستهزاء او تقليد او نبز بألقاب غير مرغوب من قبل اقرانهم، صدور مثل ذلك ليس بالغريب من طلبة لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة.. واخيراً ان الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هم انفسهم قسمان فمن الاولى ان يكون هناك معرفة حقيقية لمن يمكنه مسايرة الركب مع اقرانه من عدمه، أما اطلاق ان كل اولئك يمكن دمجهم مع غيرهم او رفضهم فهذا فيه نظر، ولعل ترك ذلك للمدارس اولى، فهي التي تحكم بصلاحية هذا وهذه من تلك الفئة لدمجه مع غيره من الطلبة أو عدم ذلك..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
محمد بن عبدالرحمن الفراج بريدة |