المشاركة الفاعلة في التعداد

تتحقق نتائج طيبة دائما فيما يتصل بالمشروعات الكبرى لأية دولة من خلال المشاركة الفاعلة من قبل المواطنين، وينطبق هذه الكلام على الكثير من المجالات، لكنه فيما يتصل بالإحصاء السكاني يصبح ضرورة لاغنى عنها، وبقدر دقة النتائج المتوخاة تتحقق على أرض الواقع مشروعات تمس الاحتياجات بطريقة مباشرة، كما يتم سد الثغرات متى وجدت في كل المواقع بناء على الإحصاءات الناجمة عن عملية التعداد.. ولهذا ولغيره فإن المشاركة في هذا التعداد بل والمشاركة الفاعلة هي المسألة المهمة من قبل جميع المواطنين والمقيمين من أجل الحصول على ما هو مطلوب بالقدر الذي يتطلع إليه القائمون على الإحصاء من صدق في المعلومات ودقة تعين على إعطاء تصور يصل في دقته مراحل رفيعة يمكن معها الحديث عن التخطيط العلمي السليم بكل ثقة.. وإلا فإن غياب المعلومات المطلوبة أو إعطاء بيانات غير صحيحة، أو عدم الاهتمام بالدقة فيما يتصل بالبيانات يقود إلى فوضى في التخطيط تنطلق من إحصاءات تفتقر للصدق.
انطلاق التعداد السكاني اليوم يشكل فرصة أخرى أمام كل مواطن للإسهام في عمل وطني كبير، ويجب أن يتم النظر إلى هذا اليوم على أنه يوم ذو أهمية خاصة، ومن ثم الوفاء بما تتطلبه هذه العملية التي يبنى عليها الكثير من العمل الذي يتناول جميع مجالات الحياة.. فالمطلوب- على سبيل المثال-، معلومات عن إعداد الأفراد ووظائفهم وسنهم ومجالات عملهم والحالة الاجتماعية، وكثير غيرها من المعلومات المهمة، وكل هذه المعلومات تخضع للسرية، ويتم النظر إليها كأرقام إحصائية تتحدث وتبرز الأوضاع وتطوراتها في كل مجال بما يتيح المقارنة مع الماضي، وبما يمكن المخطط من التنبؤ بشأن سير ظاهرة معينة في المستقبل بحيث يتم وضع الاحتياطات اللازمة لها.. لقد سبق هذا اليوم حملة إعلامية واسعة النطاق، وتحدث الكثيرون عن الفوائد والأهداف العديدة للإحصاء السكاني، وسيكون مفيدا أن يتبادل الناس، وخصوصا أولئك الذين يتفهمون بصورة أوسع هذه العملية وغاياتها، أن يتبادلوا تشجيع بعضهم البعض على الإقبال على هذا العمل بجد واهتمام، والتعاون مع موظفي التعداد بالطريقة المثلى التي تفي بهذه المهمة.. كما أن من المهم أن تتسع الصدور لشرح أبعاد هذا العمل لمن تحول إمكاناتهم دون تفهم مراميه، وبالطريقة التي تجعل من الجميع عناصر مهمة في هذا العمل الوطني الكبير.