* جازان- إبراهيم بكري:
جسَّد رجال الدفاع المدني بجازان دورهم الإنساني الكبير وإخلاصهم الصادق مضحين بأرواحهم من أجل إنقاذ ثلاثة من مجهولي الهوية غرقوا في بحيرة الصرف الصحي بجازان.
وتعود تفاصيل الحادث بعد أن سقط ثلاثة من مجهولي الهوية من الجنسية اليمنية المقيمين بطريقة غير نظامية في بحيرة الصرف الصحي التي تبلغ مساحتها ما يقارب 800م2 بارتفاع أكثر من 3 أمتار وبسبب كثافة المياه لم يتمكَّنوا من الخروج، فور ذلك توجهت فرقة من الدفاع المدني بأسرع وقت إلى موقع الحادث بقوارب إنقاذ وعدد 4 غواصين بقيادة مساعد مدير الدفاع المدني بجازان العقيد عزيز منور وتم تمشيط المنطقة بحثاً عن الضحايا في موقف يجسد الدور البطولي للغواصين الذين لم تحبطهم الروائح الكريهة التي تنبعث من مياه الصرف الصحي في ظل ارتفاع درجة الحرارة التي ساهمت في صعوبة الموقف وخطورته بتبخر أبخرة سامة ومضرة بالصحة، أما رواسب المخلفات العضوية الكبيرة فساهمت بشل حركة مواطير قوارب الإنقاذ فأصبح التجذيف الحل الوحيد لسير القوراب.
يعتبر الموقف اختباراً صعباً ومقياساً حقيقياً لإمكانيات وتأهيل غواصي الدفاع المدني الذين جسَّدوا مدى إخلاصهم وقدرتهم. عملية البحث استمرت لمدة 20 ساعة طوال الليل من خلال سيارات أبراج الإنارة التابعة للدفاع المدني تم تسليط الأضواء على منطقة البحث.
ومن جانبه أكَّد مساعد مدير الدفاع المدني بجازان العقيد عزيز منور على حزنهم الشديد لوفاة الضحايا الثلاثة رغم جهود الغواصين الكبيرة التي وقفت أمامهم صعوبة الموقف وخطورته الشديدة. وأضاف العقيد منور أنه قد تم فتح فجوة بالجهة الجنوبية للبحيرة لتصريف مياه الصرف الصحي في منطقة البحث ولقد كانت لها دور كبير في تخفيض منسوبية المياه ومساندة الدور البطولي للغواصين، وعند الصباح تم العثور على الجثث الثلاث في فترات زمنية متفاوتة يصل الفارق لحدود 15 دقيقة بين كل جثة والأخرى ويتم حالياً إعداد الإجرءات الرسمية لتسليم الجثث لذويها من قبل الجهات المختصة. وأشار العقيد المنور عن مشاركة عدد 2 سيارة شيول لفتح الفجوات وسيارة إطفاء استخدمت لتطهير المعدات والغواصين ومعداتهم. ولفت العقيد منور لخطورة بحيرة الصرف الصحي على البيئة بالمنطقة مع ضرورة سرعة وضع حلول أمنية للقضاء على التجمع الكبير من قبل مجهولي الهوية الذين ينبشون في مخلفات النفايات القريبة من موقع الصرف الصحي.
الجدير ذكره أن اللواء سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني شارك في عمليات البحث من خلال متابعته المستمرة وتوجيهاته التي كانت بمثابة الدافع الكبير لرجال الدفاع المدني لمواصلة دورهم البطولي غير المستغرب من إمكانيات بشرية مؤهلة تحظى بالدعم الكبير من حكومتنا الرشيدة.
|