لي ذاكرة ورقية أحصد فيها الرسائل التي ترد للهاتف الجوال لي ولكلِّ من يتاح لي عنه الحصول عليها، وأحصد في المقابل كلَّ سؤال توجِّهه شابة أو يوجِّهه شاب يكون محوره كيف (تنمو ثقافتهما)..؟!
ومحتوى هذه الذاكرة يفتح لي منافذ عديدة لبسط توجُّهات الرسائل من خلال مضامينها، ومستوى الفكر الذي تدور فيه، ومحاوره، كما هي مؤشِّر إلى السلوك المكتوب لكلِّ أداء سلوك غير منطوق!، في مقابل ما هي المخبوءات في باطن ذواكر تعيد إلى مجرى السلوك ما هو مقبول وما هو غير؟..
وذلك يدلِّل على تفاوت شديد في (روافد) الإنسان الواحد، والإنسان المجتمع! في الوقت الذي يجهل فيه هذا الإنسان (شابة وشابا) المتاحات في صورها الأولى من مضامين (ضرورة) معرفية لأحداث، شخوص، موضوعات، قضايا، أسماء، هي مؤونة حصاد اليوم، الساعة، الدقيقة في حياة الإنسان ضمن هذا التحرك السريع للإنسان في جميع جوانب ومجالات ومؤسسات حياته.
ذاكرة الورق هذه
افتحها كلَّ يوم مرَّةً في الصباح لأتأملها وأقارن
وأخرى في المساء لأضيف إليها ما يجدُّ..
اليوم، من خلال ما لا يقلُّ عن ثلاثة آلاف رسالة، وعشرات الأسئلة اكتشفت بأنَّ روافد، وأساليب، تنمية مهارات التفكير المُنتج لدى الأجيال السابقة مع ضيق آليات التَّنفيذ وفرصه ومقدَّراته تفوق موقف الجيل الحديث من تنمية مهاراته مع سعة الفرص وكثافة المقدَّرات وتنوع الآليات وتعدُّد أساليب التَّنفيذ.
حفَّزني لهذا الموضوع سؤال وردني هذا الصباح: ماذا أقرأ وكيف أنمِّي ثقافتي؟
فيما سقط في جوال صغيري رنين رسالة تقول: أين تقع بقعة الثُّقب في الشمس الذي يقولون عنه؟!. سؤالان لكنَّهما منفذان للتأمل يخرجان من ذاكرة الورق؟!.
|