* الجزيرة - فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت أكد فيه وزير الدفاع العراقي، حازم الشعلان، أنه لم يدر في خلد القيادة العراقية الجديدة أي تفكير بإقامة علاقات مع إسرائيل على الإطلاق.. مقسما بالله أنه لم يطرأ على سياسة العراق تجاه فلسطين أي تعديل، ولم يدر ذلك في ذهن الحكومة العراقية لا في السر ولا في العلن، بل إننا نطالب بدعم الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم، في ذات الوقت كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، في عددها الصادر صباح يوم الاثنين، الموافق 13-9-2004، أن مسؤولا عراقياً وصل في نهاية الأسبوع المنصرم، في زيارة إلى الدولة العبرية، هي الأولى من نوعها.
وأضافت الصحيفة، في نبأ تنقله الجزيرة: أن مثال العلوسي، استقل في نهاية الأسبوع، ولأول مرة في حياته، طائرة (العال) الإسرائيلية، في مطار أنقرة التركي وهبط، بعد ساعتين، في مطار بن غوريون، في تل أبيب.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن العلوسي، قال في حوار مع مراسلها يوم الأحد، الموافق 12- 9 -2004:
قلت لنفسي، يجب أن يقوم أحد ما بالخطوة الأولى وأضاف العلوسي:
أن رحلته إلى إسرائيل استغرقت يومين..وقد بدأها بالتوجه من بغداد إلى الحدود الشمالية للعراق، حيث اجتاز الحدود التركية، في طريقه إلى أنقرة، ومن هناك إلى إسرائيل.
وجاء في نبأ الصحيفة العبرية:
أعرف أنه سبقني إلى هنا عراقيون قاموا بزيارات سرية، لكنني أول عراقي يقوم بزيارة علنية إلى إسرائيل وبحسب النبأ الإسرائيلي:
وصل العلوسي إلى إسرائيل بدعوة من المؤتمر الدولي الذي سيعقده معهد السياسة ضد الإرهاب، التابع للمركز المتعدد المجالات في مدينة هرتسليا، هذا الأسبوع.
وجاء في نبأ الصحيفة: حل العلوسي، مساء يوم الأحد، الموافق 12-9-2004(ضيف شرف) على محاضرة لرئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الفريق موشي يعلون.
يشار إلى أن العلوسي هو مهندس طيران، في الرابعة والخمسين من العمر وهو من مواليد محافظة الأنبار، قرب بغداد إلا أنه لم يرجع إلى العراق إلا قبل عام، بعد سقوط نظام صدام حسين، ذلك أن صدام حسين أصدر ضده حكماً بالإعدام، منذ عام 1967، بتهمة محاولة قلب النظام العراقي.
وكان العلوسي يدرس آنذاك في القاهرة، ويقول إنه هرب إلى سوريا، ومنها إلى لبنان، ثم إلى ألمانيا، ولدى عودته إلى بغداد، قبل سنة، تبنته قوات التحالف الأمريكية، وأسس جهاز الارتباط بين مكتب رئيس الحكومة ومكتب الرئيس العراقي وهو جهاز يضم 250 أكاديمياً عراقياً.
ونقلت الصحيفة العبرية على لسان العلوسي قوله:
في كل مكان وصلت إليه اعتقلوني للاشتباه بتورطي في محاولات إسقاط النظام في بغداد وقال العلوسي للصحيفة العبرية: بعد مضي ثلاثة أيام على تواجده في هرتسليا وتل أبيب، من المؤكد أنني متأثر مما أراه هنا لكن المفاجأة الكبرى كانت بالنسبة لي هي مشاهدة لافتات كبيرة باللغتين العبرية والعربية لقد ثقفونا على أن إسرائيل تنكل بالمواطنين العرب الذين يعيشون داخل أحياء مغلقة، وعلى أنها تمنعهم من البروز في المجتمع، وفجأة أصادف لافتات بالعربية، ولا أحد يخشى التحدث إليّ جهارة باللغة العربية
وزير الدفاع العراقي: لم يدر في خلد القيادة العراقية الجديدة أي تفكير بإقامة علاقات مع إسرائيل على الإطلاق
وكان وزير الدفاع العراقي، حازم الشعلان، قال في حديث خاص لصحيفة القدس الفلسطينية: انه لم يدر في خلد القيادة العراقية الجديدة أي تفكير بإقامة علاقات مع إسرائيل على الإطلاق، وأضاف يقول، لدى وصوله إلى عمان: اقسم لك بالله أنه لم يطرأ على سياسة العراق تجاه فلسطين أي تعديل، ولم يدر ذلك في ذهن الحكومة العراقية لا في السر ولا في العلن، بل إننا نطالب بدعم الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم، ووقف عمليات التجريف والقتل والتدمير ضدهم، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع يقول للصحيفة الفلسطينية: لقد كنا طلابا وكنا نحمل علم فلسطين، وإنني يشرفني أن أكون أول من رفع علم فلسطين عندما كنت في الابتدائية، وان القضية الفلسطينية تحتل سويداء قلوبنا وأفئدتنا، وانه يجب على العالم أن يتحرك من اجل قضية الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه، وإننا في العراق مستعدون لدعمه بكل الوسائل.
وطالب الوزير العراقي: برفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات وسياسة الحصار والإغلاق عن الفلسطينيين.
وزيرة اللاجئين العراقية: سندرس قريبا تعويض اليهود العراقيين، ومنحهم جوازات سفر عراقية وكانت وزيرة اللاجئين في الحكومة العراقية الجديدة، (عيشة وردة باسكال) تعهدت في مقابلة أجرتها معها صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، في نهاية شهر يوليو الماضي بأن تدرس الحكومة العراقية إعطاء جوازات سفر عراقية لليهود الذين هاجروا من العراق إلى إسرائيل منذ عام 1948، كما ستدرس، أيضا، تقديم تعويضات لهؤلاء الذين صُودرت أملاكهم
وردت الوزيرة العراقية على سؤال لمراسل الصحيفة العبرية، مفاده:
هل يستطيع الإسرائيلي من اصل عراقي حمل جواز سفر مزدوج إسرائيلي- عراقي؟
أجابت تقول: ما زلنا في بداية الطريق ونفضل إعطاء جوازات سفر للذين يعيشون داخل العراق، لكن إذا كان الإسرائيليون من اصل عراقي ويقطنون خارج الدولة، لا اعتقد بأنه ستوجد مشكلة، لكنك تعرف بالطبع الحساسية المتعلقة بإسرائيل.
وقد ردت الوزيرة العراقية الشابة باستخفاف على تعقيب قاله صحفي عربي
(اهتموا أولاً باللاجئين الفلسطينيين)، أثناء المقابلة الصحفية، ردت قائلة:
لن ننقل الحرب إلى هنا وفي ردها عن سؤال ذي صلة (تتحدثين عن الالتزامات حيال حقوق الإنسان، لكن هل توجد لديك مشكلة بخصوص إعطاء جوازات سفر ليهود عراقيين يقطنون في اسرائيل؟
أجابت الوزيرة العراقية المسيحية الشابة (24 عاما) التي هي من الطائفة الآشورية، حيث لاذت بالفرار من العراق إلى فرنسا في سنوات الثمانينيات وعادت إلى العراق بعد الاجتياح الأمريكي: تعود لتسألني حول موضوع حساس جدا، أقول لك إن هذه بداية الطريق، إننا نعيش الآن في دولة قانون، ولم اقل إنه لا يوجد لليهود الحق بحمل جواز سفر عراقي، أعدك بأن تبحث الحكومة العراقية، بعد عدة اشهر هذا الموضوع وتتخذ قرارا بصدده.
ووعدت الوزيرة العراقية بخصوص الممتلكات اليهودية في العراق والتي تقدر اليوم بمبالغ طائلة بأنه سيحدد القانون كيفية التعامل مع هذا الموضوع وهذا لا ريب أحد الموضوعات الساخنة جدا.
ورفضت الوزيرة المسيحية الشابة تناول موضوع الممتلكات اليهودية بصورة مباشرة، لكنها تعهدت مبدئيا: ستوجد تعويضات للذين فقدوا كل شيء، وستحسم لجنة مستقلة هذا الموضوع، لقد بيعت الممتلكات عدة مرات ومن الصعب العثور على مالكيها الأصليين.
هذا وعقبت مصادر إسرائيلية على تصريحات الوزيرة العراقية بالقول: إن القرار بخصوص مسألة جوازات السفر قد يبدو ذا تأثير كبير، إذ إن حصول مئات آلاف اليهود على جوازات سفر عراقية، سيسمح لهم بالتجول بحرية في العالم العربي وبالتصويت في الانتخابات العراقية، الأمر الذي سيؤدي إلى وجود نفوذ كبير لهم، إضافة إلى تشكيل بؤرة خلافات.
|