* موسكو - سعيد طانيوس :
حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاهدا احتواء النقمة الشعبية العارمة ، التي أثارها حمام الدم في مدرسة مدينة بيسلان في اوسيتيا الشمالية مطلع الشهر الجاري,فوصف مكافحة الإرهاب (بالهدف المطلق والرئيسي) لروسيا, وقال في اجتماع الحكومة الموسع اليوم : (إن مكافحة الإرهاب هو هدفنا المطلق والرئيسي ، ويرتبط بلوغه بمدى فعالية تعبئة كل موارد الدولة والمجتمع) ، وأضاف : (إن الدولة مطالبة بمكافحة الإرهاب وإن تنفيذ هذه المهمة يتطلب حشد كل الموارد ووحدة أداء كل هرم السلطة).
وقطعت شبكات التلفزة الحكومية برامجها العادية لتنقل كلمة بوتين أمام أعضاء الحكومة ومسؤولي الديوان الرئاسي والحكام الإقليميين مباشرة عبر الأثير ، وأعلن بوتين ضرورة رفع فعالية أداء هيئات السلطة, وقال إنه (من الضروري رفع فعالية أداء هيئات السلطة في حل كل المهمات التي تواجهها البلاد).
وأضاف (ان سبب الاجتماع بهذا الشكل غير العادي هو الظروف الخاصة التي تركت انطباعا لدى البلاد كلها والعالم أجمع ، ولا توجد أي أسرة روسية أو مواطن روسي لم يتأثر من مأساة ومعاناة الشعب الأوسيتي ، معتبرا إياها مأساته).
وفي التدابير العملانية , عين بوتين دميتري كوزاك مفوضا للرئيس في الدائرة الفيدرالية الجنوبية بدلا من فلاديمير ياكوفليف ، الذي عينه وزيرا لوزارة السياسة القومية التي تم استحداثها من جديد, كما شكل بوتين لجنة فيدرالية خاصة بشمال القوقاز برئاسة كوزاك الذي كان يتولى حتى اليوم رئاسة ديوان الحكومة.
وقال بوتين : (إن المهمة الرئيسية للجنة هي إحراز نتائج ملحوظة في تحسين الحياة في مناطق شمال القوقاز ، وستهتم اللجنة بالشؤون الاجتماعية الاقتصادية كما ستكون لها بعض الصلاحيات في مجال الأمن ، وستضم اللجنة كبار مسؤولي الوزارات والدوائر) ، وهذا هو أول اجتماع يترأسه رئيس الدولة ويحضره الوزراء ومسؤولو الديوان الرئاسي ورؤساء كل المناطق الروسية.
ورأى الرئيس الروسي ان تحقيق وحدة الدولة وتدعيم مؤسساتها وتعزيز الثقة بالسلطة تأتي في مقدمة المهام المطلوب تحقيقها.
وقال الرئيس بوتين : (ان الوحدة هي شرط رئيسي للمحافظة على أمن المواطنين وبلادهم ، مشيرا إلى ان الإرهابيين ومنظري الإرهاب وأعوانهم سعوا إلى تفسيخ وحدة البلاد وتفكيك الدولة) ، وأكد ان تحقيق وحدة الدولة وتدعيم مؤسساتها وتعزيز الثقة بالسلطة تأتي في مقدمة المهام المطلوب تحقيقها في الوقت الراهن ، ودعا الرئيس الروسي إلى إنشاء هيئة اجتماعية لمراقبة عمل أجهزة الدولة بما فيها الأجهزة الأمنية والخاصة من قبل المجتمع الروسي, واقترح (تشكيل هيئة اجتماعية كمنبر للمداولات الواسعة ومناقشة مبادرات المواطنين).
وقال إنه (ينبغي على هذه الهيئة ان تبحث وتفحص القوانين التي تنطوي على أهمية وطنية عامة) ، وأضاف (ان المقصود وضع أداء أجهزة الدولة بما فيها الأجهزة الأمنية والخاصة تحت مراقبة المجتمع المدني).
ومن جهته ، صرح سكرتير مجلس الأمن الروسي ايغور ايفانوف بأن روسيا ستعد خطة تعبئة عامة لمكافحة الإرهاب في البلاد ، وذكر ايفانوف في حديثه للصحفيين في ختام اجتماع الحكومة الموسع : (نواجه اليوم الحرب التي أعلنها ضدنا الإرهاب الدولي ، إن هذه الحالة تتطلب وضع خطة تعبئة عامة يشارك فيها عدد من المسؤولين المحددين من مختلف مستويات السلطة ، ابتداء من رئيس الدولة وانتهاء بالمسؤولين في السلطات المحلية).وأشار سكرتير مجلس الأمن الروسي إلى وجود مثل هذه الخطة في حال تعرض البلاد إلى الحرب ، وشدد على ضرورة وضع خطة تعبوية مشابهة لمجابهة الإرهاب الدولي.
|