بلا تردد
اليوم.. التعداد السكاني
هدى بنت فهد المعجل

(1)
جرّب أن تسأل شخصا عبر أمامك بصحبة أبنائه، كم لديك من الأبناء؟ ولاحظ ردة فعله...!!
- وشك دخلك..!
- ليه؟ ناوي تتبناهم؟
- قلّ ما شاء الله..!
- ضاقت.. ما لقيت إلا أنا تسأله..!
- عسى ما أنت التعداد السكاني وأنا ما أدري..!
لنفترض جدلاً أنك التعداد السكاني.. هل سيعطيك الإجابة الصحيحة.. وبدقة؟!
(2)
استبدل نمط السؤال.. واسأل طفلا عن اسمه، أو عدة أطفال، ستفاجأ بهذه الإجابة
- محمد..!
- محمد..!
- محمد..!
وكأنما الأطفال والأولاد جميعاً اسمهم (محمد).. هذا إذا لم يصرخ في وجهك قائلاً:
- وش تبي باسمي..؟!
وليد، مازن، توفيق.. كلهم حينما يسألون عن اسمائهم اجابتهم واحدة.. (محمد) فهل سيفشون لموظف التعداد اليوم الاربعاء عن اسمائهم الحقيقية؟!
(3)
موظف التعداد منذ اليوم سيطرق الأبواب لتعبئة استمارة بحوزته تسهم في توفير بيانات عن التوزيع الجغرافي للسكان في المناطق الإدارية والمحافظات والمراكز والمسميات السكانية وتوفر البيانات عن متوسط حجم الأسرة في المملكة ونوع هذه الأسرة أيضاً بيانات عن الجنسية ومكان الميلاد ومكان الإقامة وبيانات عن التعليم والحالة الزوجية والاقتصادية للسكان.. فهل سيجد الموظف الوعي حاضراً لدى الأشخاص ليعطوه المعلومة الصحيحة؟
لجنة التوعية الإعلامية بالتعداد بذلت جهداً ولكنه متواضع أمام مستوى الوعي المتدني لدى فئة كبيرة فالفرد منّا بالكاد يخبر بعدد ما لديه من الأبناء، بمستواهم التعليمي لأي سائل.. وخصوصاً ذوي النسل المستمر.. ويغضب إن تدخلت في أبسط شؤونه.. وهو كذلك يقف دون التصريح باسمه.. يشتري السلعة ويعطي صاحب المحل التجاري اسماً آخر خلاف اسمه عند تحرير فاتورة شراء.. فهل ستكون مهمة موظف التعداد (اليوم والأيام القادمة) سهلة؟
قبل نزول الموظف الى الميدان ينبغي أن يتسلح بطول البال، وسعة الصدر، والحلم والأناة لتعدد وتنوع مشارب وأمزجة القاطنين خلف الأسوار المغلقة، والمنازل المسورة.
لجنة التوعية عليها أن تبث الوعي في الدوائر الحكومية والمؤسسات التجارية والشركات والمدارس وكافة الأماكن، وأغلب الطرق بهدف تعبيد مشوارهم نحو مهمة ينوون إنجازها على مدى 15 يوماً.
(4)
صوت الجرس مؤذ ومزعج للبعض بدليل أني حينما هاتفت يوماً ما مورد المياه المحلاة لارسال من يقوم بتعبئة الخزان لدي.. اخبرني بأنه خلال ساعة سيكون العامل عندي فقط عليّ تجهيز المبلغ ووضعه في مكان حدده.. انتظرت مجيء العامل.. مرت ساعة تلتها ساعة أخرى، وثالثة ولم يأت فاتصلت معاتبة.. أقسم الموظف أنه ارسل السائق وطرق الباب ولم يجبه أحد.. فقلت: لِمَ لم يقرع الجرس؟ فأجاب الموظف: بأنه لديهم أمر بعدم قرع الجرس لأن البعض ينزعج من صوته..!!
فماذا عن موظف التعداد اليوم!! من الصعب أمره بعدم قرع الجرس لان البيوت كبيرة والعوزل موجودة ونحن شعب يعشق كثرة الجدران.
لست مع منع موظف التعداد من قرع الجرس.. وضد من يهمل الرد عند عمله بأن الموجود بالخارج هو موظف التعداد.. بل أرى وجوب استضافته في صالة الاستقبال وإكرامه وشد أزره وشكره على المهمة التي يقوم بها حيث إنها لصالح المواطن والمقيم على كافة المستويات والأعمار والأجناس.