عينان زائغتان...
وجسم متهالك... يذوي إرهاقاً وتعباً.
ونزيف.. وألم وجراح..
هذا لمن نجا..
وعاهة... وإعاقة...
وهذا لمن نجا أيضاً...
أما الموت فقد حصد الكثير..
وخلف وراءه أمهات ثكلى.. باكيات.. مفجوعات..
تلبسهن الحزن وأدمى الدمع مآقيهن.
أطفال العراق.. جزء من مأساة العراق الجريح
وأي واقع.. وأي مستقبل..
طفل بلا غطاء من وطن.. أو دولة.. أو سقف بيت..
أو حتى ذرة رمل تحميه مما يترصده.
مما يتساقط على رأسه..
فيحيله أشلاء متناثرة.. أو يقطع شيئاً من جسده الصغير..
طفل لن يحمل من ماضي وطنه إلا صور القتل والتدمير..
وطفل حدود معرفته حمل السلاح واستخدامه.
ما الذي ينبغي أن يكتب عن مأساة أطفال العراق، والعراق كله مأساة، فالصور التي تبثها القنوات الفضائية، وتنشرها الصحف عن تداعيات أحداث العراق وهي تحمل معها صورا مؤلمة لأطفال أصابهم من القتال الذي لم يختاروه ما أصابهم، ولعل الصور الأخيرة التي تناقلتها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة عن آثار ما يحدث في الفلوجة، كانت أصدق وأبلغ تعبير عن حجم خسارة الطفل العراقي، وما يلحق به نفسياً ومعنوياً الذي سيكون له انعكاسه الخطير على مستقبله وتفكيره، فقد نقلت وسائل الإعلام صوراً لأجساد أطفال مختلفة أعمارهم قتلوا في القصف العشوائي الذي تمارسه قوات الاحتلال، وكأنما هي تستخدم مبيد حشرات للتخلص من الحشرات المزعجة، فلا فرق بين محارب وبين طفل بريء لا خيار له فيما يحصل، أما أولئك الذين أدخلوا المستشفيات فإن أوضاعهم الصحية تدمي القلب مابين كسور، وبتر أعضاء ونزيف وغيره.
والسؤال:
أليس ما يلحق بطفل العراق يعد إرهاباً؟
أليس قتل الطفولة يعد إرهاباً.
أليس تخريب مكان الطفولة وملهاها يعد إرهاباً؟.
أليس مصادرة أبسط حقوق الإنسان بالتمتع بالحياة كوليد وطفل ومراهق وراشد على حد سواء يعد إرهاباً؟.
أليس عدم تأمين الإطار الحياتي الذي يساهم في دعم الطفل جسديا وعقليا ونفسيا وعقليا، وذلك عبر تأمين حياة مستقرة تشعره بأنه يقف على أرض صلبة راسخة لا أرض متحركة يعد إرهاباً؟.
ثم هل من تفسير يبرئ العسكرة المستمرة والمفتعلة في العراق التي نالت من الطفل العراقي ما نالت.
لا إجابة.
لكن ما نعرفه حق المعرفة بأن الدول والحكومات وجدت منذ الأزل لكي تحمي، وكانت وظيفة الأمن من أولى وظائف الدولة طوال التاريخ، ومن الواضح أن حكومة العراق غير قادرة على الحماية والسيطرة على وضع العراق الأمر الذي يؤكد بأنها حكومة غير ذات كفاءة.
|