في ملتقى ثقافي شبابي.. وفي دولة
خليجية يصلنا بها
جسر المحبة.. كان (الداعية) عمرو خالد..
نجماً للملتقى بلا منازع.. أُعد له مسرح
كبير.. على ساحة مكشوفة.. الآلاف من
الرجال والنساء شيباً وشباباً.. ولأكثر
من ساعة.. انصتوا للمتحدث الشاب.. الذي
وقف أمامهم.. بكامل أناقته محاضراً عن كيف (تخرج الأمة من
ضحالتها.. وخيباتها) ..؟
وكيف تكون الإرادة
بتخيل الهدف؟.. نعم هكذا نصّ الداعية الشاب..
(بالخيال) .. تخيل هدفاً لك في الحياة.. وعش
في آماد هذا الخيال.. حتى يتحقق هدفك..؟
** وبنصوص من سير الوعاظ.. والزهاد..
يدعم الداعية الشاب.. حديثه المنصبّ على
أفئدة الحاضرين.. كمطر على أرض جدباء..!
وباستخفاف للدم.. وتلوين الحديث..
ببعض الطُرف.. وبالتنويع في مساحة
صوت.. لا تساعد نبراته أحياناً على الإقناع.. يواصل
الداعية.. محاضرته....؟!
** كنت أتأمل ملامح الحاضرين.. يرتشفون
كل كلمة.. بلذة يقين واندهاش بالكلام
الملقى.. وتكريس لرمزية ونموذجية وربما أسطورة
المتحدث الفذ.. والداعية (الجنتلمان) ..!
** لم أجد جديداً.. أو مقنعاً في كل ما قيل..؟!..
تساءلت.. ما الذي يمنع هؤلاء المهطعين.. من القراءة..
والقراءة.. واستبصار التجارب من
المنتج القرائي فكراً وتاريخاً.. دون الحاجة لمن يقرأ بدلاً عنهم
ومن ثم ينقل لهم فهمه وتصوره لما قرأ..؟!
ليغلفهم في دائرة فهمه الخاص...
ساحباً عليهم وَهْم الاطلاقية والدلالة المعتبرة..
** دون الحاجة إلى وسيط يكرسون نجوميته..!
بقدر ما يؤكد ضعفهم وضحالتهم وهشاشتهم
ويحقن في أفئدتهم جرعة من الحماس المؤقتة والاستخذاء
لوهم المنقذ من ظلمات غيبهم الأبدي..!
|