ولد حنا مينة سنة 1924 في اللاذقية. لأسرة فقيرة جاءت إليها من الشمال من مرسين. وبعد ولادته مرض أبوه مرضاً شديداً فرجعت الأسرة إلى اسكندرونة حيث تلقى حنا تعليمه الابتدائي. وفي 1939م غاص حنا في المقلاة مبكراً، فهو الصبي الوحيد، وثمة أفواه جائعة، تقلب في مهن عديدة صبياً عند بقال، ومساعداً لصيدلي، وعاملاً في صالون حلاق، وحين نزلت الأسرة اللاذقية، فتح حنا دكاناً صغيراً للحلاقة. كان زبائنه فيها من الصيادين، هؤلاء الذين تمتلئ بهم صفحات (المصابيح الزرق) و(الشراع والعاصفة) (يحكى حنا: في سنة 1946م وقف على باب دكاني كهل وأخذ يحدق في بإمعان، كأن في عينيه شفقة لا حد لها، تفضل يا عم.. تردد قليلاً ثم دخل وعيناه لاتزالان تحدقان بكل شيء وقال فجأة:
* هل لا تزال هنا؟؟
- ماذا تعني أنني لا أزال هنا؟
* ألا تذكرني، لقد حلقت عندك منذ أربعة أعوام كنت تريد أن تذهب إلى العالم، وها أنا قد ذهبت وجبت الدنيا وأراك لاتزال هنا نفس الوقفة تمسك بالمقص والمشط)..
أحس حنا مينة بطعنة سيف، صفّى دكانه وسرّح معاونه وأعطى معظم ما ادخره لأمه وحمل متاعه وذهب إلى بيروت. وهناك كتب وترجم ونشر قصصاً قصيرة. وفي تقديم روايته (الشراع والعاصفة) يقول الكاتب السوري سعيد حورانيه: (إن حنا مينة قرأ كثيراً لكنه عاش أكثر). أشهر رواياته (المصابيح الزرق) و(الشراع والعاصفة) أما آخرها فهي (الثلج يأتي من النافذة) التي صدرت عام 1969م ولازال حنا مينة على قيد الحياة.. يكتب قليلاً.. ويقرأ كثيراً.. لكنه- في دمشق- يعيش أكثر.
|