أخذ صاحبي يحاورني في تفهم الجماهير الرياضية لدينا لمعنى التشجيع وكيف أنهم يشتمون هذا ويقذفون ذاك بالاتهامات وبعض الكلمات النابية ورغم أنني غير مقتنع بما أورده من أدلة وبراهين تثبت صحة كلامه هذا إلا أنني وافقته حسماً للنزاع بعد ما كاد الحديث يتشعب ويطول بنا بهذا المقام. ومرت الأيام سريعاً وأتت دورة الخليج وعندها عاد صاحبي للحديث عن الجماهير مرة أخرى ولكن بأسلوب يختلف اختلافاً جذرياً عما كان يجادلني فيه. فلما سألته عن سبب تغيير رأيه واتهامه للجماهير لدينا أجابني والأسف ظاهر عليه، لقد ارتكبت خطأ كبيراً حينما اتهمت الجماهير بأنهم لا يعرفون معنى التشجيع.. لقد وقفت على الحقيقة ورأيت بأم عيني كيف أن الجماهير الرياضية يصفقون لكل هدف أو لعبة ممتازة يلعبها كلا الطرفين بغض النظر عن جنسياتهم أو اختلاف مستوياتهم مما دلني دلالة واضحة بأن الجماهير لدينا لديها الوعي الرياضي وتتحلى بالأخلاق الفاضلة وأخذ صاحبي يعدد محاسن الجماهير الطيبة.
بعد ذلك شكرت صاحبي على حسن إدراكه وصراحته ووجدتني بعد ذلك أردد هكذا الكثير من الناس يحكم على الأشياء دون أن يعرف مدى صحة حكمه.
|