فور نهاية لقاء منتخبنا الوطني بتركمانستان وفوزه بالمباراة وبالتالي قطع مرحلة كبيرة نحو التأهل للدور الثاني من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2006م تبادر إلى ذهني هذا السؤال.. وهو هل كان قرار إقالة الجهاز الفني السابق لمنتخبنا الوطني إثر الإخفاق في كأس آسيا صائباً..؟!
وبمعنى آخر ماذا حدث وماذا تغيَّر في المنتخب بعد فاندرليم؟ وللإجابة على هذا السؤال أقول إن القيادة الرياضية السعودية مشهود لها بالقدرة على معالجة الأمور والتقييم الصحيح والإدراك لمكامن الخلل ومعالجته بشكل سريع وفعَّال ومميز.. وهذه حقيقة أكدتها العديد من الأحداث الرياضية السابقة التي نجح الاتحاد السعودي للكرة خلالها في تعديل مسار المنتخب سريعاً والمبادرة في تصحيح الأخطاء وأيضاً القدرة على اكتشافها.. ولنا في الكثير من المواقف السابقة خير شاهد.. فمنذ إلغاء عقد المدرب العالمي الشهير زاجالو في دورة الخليج السابعة بعمان.. والمواقف المثالية تؤكد فعالية ونجاح هذا الأسلوب، فقد تبع زاجالو كارلوس البرتو في كأس العالم 98 وماتشلا في كأس آسيا 2000 وقبله زوماريو في دورة الخليج الثالثة عشرة. ولن يكون آخراً السيد فاندرليم.. فالنظرة الصائبة لاتحاد الكرة وخصوصاً في معالجة أوضاع المنتخب واتخاذ القرار الصحيح لا تحتاج للإشادة.
وما دعاني للحديث عن ذلك هو ما أفرزته مباراة تركمانستان من الإيجابيات والمكاسب التي لم يستطع فاندرليم تحقيقها خلال فترة عمله التي امتدت لحوالي ثلاث سنوات.
فقد ظل الحديث عن البناء والتخطيط أكثر من العمل الفعلي طوال المرحلة الماضية، فالمتابع لماهية بناء فاندرليم يجده ركَّز على العديد من العناصر التي تفتقد للقدرة على تقديم أنفسها نجوماً للمستقبل وبالتالي إفادة الكرة السعودية.. فشاهدنا اختيارات عديدة للاعبين لو سألت أصغر مشجع عن إمكانية أن يكون هؤلاء نجوماً للكرة السعودية مستقبلاً لأجابك بالنفي.. وظلت المواهب التي يمكن أن تقدِّم شيئاً بعيدة عن الاختيار وبالتالي فلم يحقق لنا النتائج ولا البناء المنتظر.
** في لقاء تركمانستان قدَّم الأخضر تشكيلة ضمت خليطاً من المواهب ولاعبي المستقبل ولاعبي الخبرة.. فحقق المعادلة الصحيحة للبناء دون التفريط بالنتائج وكذلك بناء اللاعبين والنجوم عبر منحهم الفرصة للعب بجوار أصحاب الخبرة والقدامى.
وعندما يكتسب نجوم المستقبل الخبرة والتجربة يمكن الاستغناء عن من تقدَّمت بهم السن دون أن يؤثِّر ذلك على الأداء العام للفريق ونتائجه.. وهو ما لم يفعله فاندرليم أو فعله بطريقة خاطئة لم تحقق الهدف.. وبنظرة سريعة لمن شارك من النجوم الواعدة وخصوصاً عبده عطيف وعبد اللطيف الغنام وأحمد الصويلح وحسن معاذ نجد أن لديهم من الإمكانيات ما يؤهلهم لخدمة الكرة السعودية لسنوات طويلة بإذن الله، وهؤلاء وأمثالهم من المواهب الواعدة هم من يستحق أن يمنح الفرصة ويمكن الاعتماد عليه لأن البناء سيكون في محله الصحيح.. وهذا ما نتمنى أن يتحقق خلال المرحلة القادمة عبر التركيز والاختيار للعناصر التي تملك الإمكانات الفنية والبدنية والذهنية وأيضاً الشخصية التي تجعلهم نجوماً للمستقبل، فليس كل من ركل الكرة أمكن صناعته نجماً بارزاً..
أوقفوا المتعصبين!!
** نحتاج بالفعل أن نعرف من يسعى حقيقة لمصلحة الكرة السعودية ومن يسعى لمصلحة شخصية ووقتية تحقق أغراضاً وأهدافاً ذاتية قد تصب في إطار التنافس والتعصب لبعض الأندية على حساب أخرى.
ومنذ استدعاء النجم الشاب في صفوف الهلال أحمد الصويلح لصفوف الأخضر ظهرت الكثير من الأصوات المحتجة والغاضبة من هذا الاستدعاء لأنه في نظرها سيساهم في صناعة مهاجم واعد للهلال الفريق الذي يعملون ضده منذ سنوات طويلة دون كلل أو ملل.. فهم يعلمون أن أي بطولة يمكن أن يحققوها لا بد أن تمر عبر هذا الهلال وهي لن تمر ما دام الأزرق قوياً.. ولذلك فهم يحاربونه ويحاربون نجومه ولاعبيه واحداً بعد الآخر منذ أن تطأ أقدامهم الملاعب ومنذ أن يكتشفوا أنهم يحملون مؤهلات النجومية والتألق.
فهذا النجم الشاب أحمد الصويلح الذي تدرج في المنتخبات السنية حتى وصل للمنتخب الأول بات خطراً يهدد فرقهم فأعلنوا الحرب على ظهوره القوي هذا الموسم ووصفوا مصلحة المنتخب بأنها هي الأهم في محاولة لاستجداء والتغرير بأكبر عدد من الرياضيين، فالدهشة التي أصابتهم باستدعائه جعلت الأعذار تتطاير من بين أيديهم فلم يجدوا سوى مقولة إنه صغير وهناك من هو أحق منه وما زال مبكراً على اللعب للمنتخب وغير ذلك من الأعذار، في حين أن المنتخب الحالي يضم العديد من العناصر الشابة التي لم يزعجهم وجودهم في صفوف الأخضر لأنهم لا ينتمون للنادي الذي ينتمي له الصويلح.. فوجود لاعب لم يلعب سوى مباريات معدودة مع ناديه ووجد نفسه في المنتخب لا يعنيهم واستدعاء بعض اللاعبين بعد ثلاث أو أربع مباريات فقط دون الحكم المتأني على مستواهم أيضاً لا يعنيهم.. وضم لاعبين احتياطيين في أنديتهم وتمثيل المنتخب أساسيين أيضاً لا يعنيهم.. وإشراك حارس شاب لا يعرفه الكثيرون لم يتجاوز الـ 19 من عمره في مباراة مصيرية لا يعنيهم.. واستمرار أنصاف اللاعبين في المنتخب السنتين الماضيتين لا يعنيهم. ولم يجدوا ما يؤثر على مسيرة المنتخب السعودي سوى ضم الصويلح للأخضر ومشاركته أساسياً.
هؤلاء هم من يقيِّم وينظِّر ويتحدث باسم المصلحة العامة وينخدع بهم الكثيرون.. ومن هنا فإننا نتمنى بالفعل أن يدرك الجميع أنه ليس كل ما يكتب باسم المنتخب صحيحاً وأن هناك من بين الدموع التي تذرف دموع تماسيح وأن الذاتية والانتماء للأندية أولاً ما زالت متغلغلة في كثير من الكتابات التي في ظاهرها مصلحة المنتخب.. فالانتقائية في المديح والنقد ما زالت هي السائدة وهي أكثر ما يخشى على الأخضر من تأثيراته في المرحلة المقبلة!!
لمسات
* في العادة تجد بعض الأندية حرجاً كبيراً عند رغبتها في تجديد عناصر الفريق وإبعاد بعض عناصره لكن الحالة في الهلال هي العكس، حيث تطالب الجماهير والإعلام بإبعاد بعض العناصر غير المؤهلة وإتاحة الفرصة لآخرين.
***
* قضية ديمبا والاتحاد فضيحة بكل معنى الكلمة.. وإذا كان اتحاد الكرة قد قبل التقرير الطبي غير الصحيح بثقة وعبر الطرق الرسمية فإنه مطالب بالمضي قدماً في هذه القضية وعبر الطرق الرسمية لكشف التلاعب والتزوير الذي حدث في هذه الإصابة ومن يقف خلفه ومن أصدر التقرير واعتمده.. وهناك أنظمة ولوائح في وزارة الصحة يخضع لها القطاع الخاص وغيره.. حتى تعود الثقة من الرياضيين جميعاً باتحاد الكرة ولجانه ومسؤوليه.. وحتى نوقف أي تلاعب يكون قد حدث من تحت الطاولة..!!
***
* اليوم يدخل العميد ممثلاً للكرة السعودية لقاءً مهماً أمام داليان.. اللقاء سيكون صعباً جداً نظراً لظروف الاتحاد الصعبة.. فالدوليون لم يشاركوا في أي مباراة مع فريقهم والمدرب ما زال جديداً والبوادر تشير إلى أنه سيغادر سريعاًًَ!!
|