سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعائر الإسلام التي كسبنا بها الخير من بين أمم الأرض حيث قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (110) سورة آل عمران، وقال سبحانه: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل وقال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (159) سورة آل عمران، ومن السنة (لئن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من حمر النعم) ولهذا فالدعوة والأمر والنهي تتطلب الحكمة في ذلك والحكمة تكون حيث وجد العلم المحقق ممن يعايش الواقع ويعرف بواطن الأمور فيحسن التصرف معها..
وكان من الحكمة صدور الأمر السامي الكريم بإنشاء المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي تم الحاقه بجامعة أم القرى.. وقد نشرت جريدة الجزيرة شروط الالتحاق به بعددها رقم 11659 الصادر يوم الاثنين الموافق 14-7-1425هـ. مجرد صدور الأمر السامي بإنشاء هذا المعهد يستحق منا الشكر والتقدير فهو سيخرج لنا أناساً أكفاء يتحملون مسؤولية جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان من الشروط التي وضعت كضباط للقبول به ان يكون المتقدم سعوديا حاصلا على درجة البكالريوس من احدى الكليات الشرعية وان يتفرغ للدراسة بالمعهد تفرغاً كاملاً، مع احضار توصيتين علميتين من شخصيات علمية، كل هذه الشروط جيدة لمن يريد الالتحاق بهذا المعهد لأهمية الشخصية التي سوف تتخرج منه ولما سيلقى على عاتق المتخرج من مسؤوليات، وما يتطلبه تعامله مع الآخرين في مجال العمل، ونظراً لان الهيئة في الوقت الحاضر تضم مجموعة كبيرة من حملة الشهادة المطلوبة للالتحاق بهذا المعهد، ولبثوا زمنا وهم يزاولون مهنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهم خبرة جيدة في هذا المجال، من ذلك نتوجه لكل من معالي رئيس الهيئة ومعالي مدير جامعة أم القرى، بالتهنئة بإنشاء هذا المعهد ونقول لهما ألا ترون حفظكم الله ان من الأولى ان يتم تفريغ من يرغب من الاخوة العاملين بهذا القطاع للالتحاق بهذا المعهد وأنهم يستحقون الأولوية في ذلك لما سبق وللسبين الآتيين:
ان الخبرة لها دورها في هذا المجال إنما تحتاج الى صقل يتوفر في هذا المعهد، السبب الثاني ان يكون ذلك تكريما لمن تحملوا مسؤولية هذا المرفق قبل وجود المعهد، فهم يستحقون تشجيعهم على تطوير قدراتهم وزيادة معلوماتهم الشرعية، ويؤهلهم لقيادة مرفق هم أهله وأدرى بشعابه. والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
محمد بن عبدالرحمن الفراج
ص/ب 5726 بريدة 51432
|