تاريخٌ ينسى أُمتَه!
هل يعقل ما أُذني تسمعه؟
يغفل عن ذكر حبيبته!
ويمزِّق ما كانت تكتبه؟
**
من يجهل يا ناس عشيقتَه؟
من يحسب بضعةَ أمتار؟
يرسم في ظهر مخيِّلِه (عراق وعراق)
**
من شعرٍ في حضرة حضرتِه
صاغته عز ووقار
من كتب في مجد حضارته
للأمة كانت أنوار
من عدل في درب مسيرته
شاهدة تلك الأقمار
**
لا تتعب نفسك من نفسك لا تذكر شيئاً في قلبك
لا تهدي للحب شموعاً تحرقها يوماً في عمرك
(بغدادُ) الغدر أماتته
بيد الجلاد وحريته
**
من ذا في الكون يقوم لها
ينسف أسوار حديقته
يعبث بالتربة في يدهِ
وبالأخرى يقلع نخلتَه
يضفي طعم السكر قهراً
ليزيد مرارة تمرته
**
يشرب من نهرٍ سكَرَتهُ
ويطهر من نهرٍ لحيَتَه
ييبكي للشعر برمته
ويغني في خلوة خلوته
يكسر محبرة الحجاج
والقلم الآخر يصلبه
**
يعشق دمع المحبوبة لوناً
ويرى للجرح أبخرة
أترى للحب معركة
تنهي مأساة العشاق
تجمعهم جثثاً محرقة
وفي الأرض تكتب أشواق
تُشرق للموت مُسرعة
وتجيد لوي الأعناق
**
وتعيد الكرّة معركة.. معركة.. معركة تلوي الأعناق
يروى عن قصة معذبةٍ
عاشت في ماضي الأزمان
هامت بالحب مسهدة
تتمثَّل في شعر النعمان
تتداوى من وصف يديها
وأدبها من بلد (النهران)
**
للشعر في فمها طعمٌ
وللنثر في فمها طعمان
مكتبة كانت للدنيا
للأدب تحوي (ألوان)
العلم سجين محاجرها
والكتب يا ناس السجان
**
تحفظ أنهاراً وأنهاراً
من كتب مثل طوفان
رميت بالنهر لتطفو
عافتها حتى الحيتان
رفضت أن تأكل منها
معقول أن يؤكل قرآن!!
حنت أيديها منها
وارتسمت دمعة في (الكفان)
وغدا للنهر رائحة
فاقت رائحة الريحان
ونعود لنروي قصتنا
حب في طي الكتمان
**
قصة بغداد عراقٍ
شاهدها حتى العميان
يرويها تراب (بصرتها)
قد كدت أعيد العنوان
ما أضعف حال الإنسان
لم أقصد أن أفصح عنها
لم أقصد أن تُروى (إعلان)
**
شاعت في الكون مآثرها
وغدت للناظر (شطران)
شطر مقبرة للعالم
والشطر الآخر إنسان
إنسان لا يفهم لغة
لا يفهم غير الحقران
**
يا ليت الحب يعاملنا
بالمثل لا ينقص ميزان
فنشاهد محبوباً مجنوناً
ونشاهد محبوباً غيران
يشكو من غدر حبيبته
ويديه تخفي (سيفان)
سيف للحب يبارزه
والآخر في يده جبان
**
لن تفهم حال معذبتي!
لن تفهم هذا الهذيان!
ستظل تعيد قراءتها!
ستظل مكانك حيران!.
|