يكاد قلمي يقفز من بين أناملي، فقد أثقله أن ينقل لكم كل هذا الألم الذي اجتاحني منذ قرأت تصريحات أحد مسؤولي وزارة التربية والتعليم حول تعاقدهم مع مدرسين من الخارج لتدريس اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية؟
جملة تساؤلات زادت حيرتي وأنا أتمنى إجابة سريعة تهدئ قلقي وفزعي على أبناء وطني بل المجتمع كله وهم يريدون لنا المزيد من العمالة الأجنبية والمزيد من تهجير الأموال في الوقت الذي سعدنا فيه بتصريحات الدكتور القصيبي في التقليل منها ولكن يبدو أن القصد كان يعني عمال النظافة وكناسي الشوارع فقط!! إذ أن الواجب التنسيق بين وزارات الدولة ووزارة العمل
أتفهم مقصد الوزارة في التركيز على حملة البكالوريوس في التعليم الابتدائي ولكن ألم تتكئ المملكة في تعليمها لعدة سنوات على معلمين ومعلمات لا يحملون حتى الشهادة المتوسطة؟ وها هم وها هن حتى الآن لم تطالبوهم برفع مستواهم ولو إلى المرحلة الثانوية ومع هذا خرجوا أجيالاً أقول وبكل ثقة أفضل بكثير مما خرجه أصحاب البكالوريوس مع احترامي للجميع.
فإن قلتم تلك بدايات أقول وهكذا تقولون في تعليم الإنجليزية فلنجرب ابن الوطن أيضاً، اختبروهم إن شئتم وصعبوا الامتحان ما أردتم أنا على يقين بإذن الله تعالى أن النتائج ستكون مذهلة فالشهادة ليست الدليل الوحيد للإعداد الجيد إن من جرب الدبلوم يعلم أنه يعني ضغط أربع سنوات (الشهادة الجامعية) في سنتين وهو من الصعوبة بحيث يفوق أريحية الدراسة الجامعية ثم ما الذي يتطلبه هذا المنهج لكي يتطلب حملة البكالوريوس؟
حصتان في الأسبوع تعني منهجاً أقل ربما اقتصر على مبادئ بسيطة من حروف وكلمات وقواعد قليلة يمكن لأي مدرس له إلمام باللغة أن يسد هذا الفراغ وأنا شبه متيقنة بأن هذا ما سوف يحدث وأما إن كان المقصد الناحية التربوية فهم أيضاً أعدوا من هذه الناحية أيضاً، لقد استطاع حملة الدبلوم أن يعينوكم ويسدوا فراغاً هائلاً في المرحلتين المتوسطة والثانوية ولعدة سنوات فما الذي تغير حين تطلب الأمر مستوى أقل (الابتدائي)؟؟
ولكم أن تعملوا إحصائية تشمل بعض المدارس ولتكن مدارس الرياض أيضاً حول عدد المعلمين الحاصلين على البكالوريوس في كل التخصصات فلم الإنجليزية بالذات؟؟
أشعر أن في كل ذلك سرقة للقمة ابن الوطن والمزيد من هدر أموال الوزارة واجتياح ميزانيتها التي لا تزال تنأى عن حمل ثقيل ثقيل مما ينتظرها أن تنجزه أكبر بل وأخطر من النتائج المأمولة من تعليم الصغار لغة جديدة والكلام في هذا يطول ويطول ويكفي ما خصص لانتدابات التعاقد ليغطي رواتب المعلمين السعوديين ثم من أين سيتم استقدام تلك العقول البكالوريوسية الفذة؟
من الهند وبنجلاديش كما قرأت مسبقاً؟؟
إنهم بالذات يعانون من لهجة لا تكاد تتعدل برغم السنوات، لقد عاشوا هنا في أمريكا سنوات عديدة وحصلوا على الجنسية الأمريكية ولاتزال اللهجة (الاكسنت) لديهم غير جيدة ولا تتسم بالوضوح وكأنهم يتكلمون لغتهم.
إن ابن الوطن لسانه أكثر استقامة.. وقلبه أكثر رحابة وجيبه مفتوح يأخذ ويعطي من الوطن وللوطن فقط فقط
أتمنى حقاً أن تراجعوا قناعاتكم حول حملة الدبلوم لننظر في حال الآلاف ممن تساقطت أحلامهم بعد أن درسوا وتعبوا وتأهلوا من أكاديمية معروفة ومتعاونة مع جامعة عريقة بل ودفع كل شاب 25 ألف ريال تعتبر كثيرة وكثيرة جداً لشاب عاطل في مقتبل العمر
كلنا يتذكر حملة الإعلانات التي فرشت لهم الطريق بالورود وكانت تحت سمع وبصر الوزارة، بل والجميع فتراكض الشباب لاهثين لجمع المبلغ منهم من استدان ومنهم من باع سيارته ومنهم من ترك جامعته بالرغم من أنه قطع شوطاً كبيراً، لكنه أراد ضمان الوظيفة وضحى بسنوات عمره الزاهرة وها هو يستمر في التضحية، بل أنتم من يضحي به فمن المسؤول الأول عن آلاف الضحايا؟؟
الوزارة هل نفت وبصوت عال مسؤوليتها قبل سنتين كما تنفي الآن وأعلنت تكذيب تلك الحملة؟؟ وهل في الأمر حيلة؟؟ واستغلال؟؟ ولكن لمن؟؟ لطالب صغير عاطل؟؟ .
أخيراً
همسة في أذن الوزارة: إن تلميذ الصف السادس الابتدائي الذي تسعون لإيصاله إلى أرفع المستويات في تعليم الإنجليزية يرجو منكم أن تساهموا في استقراره النفسي أولاً ليستطيع التحصيل في كل المواد، فأنتم تجهضون حلم شقيقه وبالتالي ستفعلون الشيء ذاته معه لا قدر الله تعالى.
|