Tuesday 14th September,200411674العددالثلاثاء 29 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هل زرت المدينة المنورة.. يوماً ؟ هل زرت المدينة المنورة.. يوماً ؟
د. محسن الشيخ آل حسان

يأخذني حديثي اليوم إلى معلومات جغرافية عن مدينة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تقع المدينة المنورة في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، وشرقي البحر الأحمر الذي يبعد عنها حوالي (250 كيلومتراً) وتحيطها الجبال من نواحٍ مختلفة.. حيث يحيطها جبل (الحجاج) من الغرب، وجبل (سلع) من الشمال الغربي، وجبل (العير) من الجنوب، وجبل (أحد) من الشمال.
وكما تكثر بها الجبال تكثر بها الأودية أيضاً نظراً لكونها مقامة على هضبة جبلية مسطحة عند تقاطع ثلاثة أودية هي (وادي العقل) و(وادي الحمض) و(وادي العقيق) مما نجم عن ذلك وجود مساحات كبيرة خضراء.. وسط منطقة جبلية جافة.
وللمدينة المنورة صفات جغرافية خاصة حيث ترتفع عن سطح البحر حوالي (620) متراً، وتكثر في أجزائها الغربية والجنوبية الغربية صخور بركانية.. أما بالنسبة لخطوط الطول والعرض.. فإنها تقع على (39) و(36) دقيقة و(1.61) ثانية من خطوط الطول، وعلى درجة (24) و(28) دقيقة، و(5.35) ثانية من خطوط العرض، أما مساحتها.. تبلغ حوالي خمسين كيلومتراً مربعاً.
والحديث عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم يقودنا أيضاً إلى إنجازات ومشروعات الحكومة السعودية التي تأتي في مقدمتها التوسعات والمشروعات المجيدة في ظل المسجد النبوي الشريف، حيث بدأت مشاريع التوسعة بمشروع جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومشروع الملك فيصل رحمه الله، ومشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والذي بوشر في تنفيذه في اليوم التاسع من المحرم عام 1406هـ بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس.. ومن ثم تنفيذه بالكامل.
وأول ما يلفت انتباه الزائر إلى المدينة المنورة اهتمام الحكومة بالنهضة التعليمية.. حيث حرصت حكومة المملكة العربية السعودية منذ أيام المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز.. على تطوير الدور العلمي لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. عن طريق التعليم.. وإنشاء المكتبات وإنشاء الجامعات الإسلامية ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وغير ذلك.
وقد يكون من أعمق الدلالات على الدور العلمي المميز للمدينة المنورة أن أول مدرسة أنشئت في البادية لإيصال نور العلم إلى سكان البوادي كانت (مدرسة الصحراء) في (المسيجيد) التي تبعد ثلاثة وثمانين كيلومتراً عن المدينة المنورة، والتي أنشأها السيدان علي وعثمان حافظ وفق مناهج وزارة المعارف.
واهتمت الحكومة السعودية بالرعاية الصحية وبالاتصالات وبالمياه وبالبلديات التي قامت بالاهتمام بشؤون ما تشمله حدودها الإدارية سواء بتجميل المدينة وتشجيرها، وإنارتها والإشراف على النظافة العامة وصحة البيئة.. وزودت كل بلدية بمهندسين يشرفون على تطوير وتنمية البلدية ضمن إطار الخطة العامة لتنمية المدينة.. وبذلك أصبح الإنتاج أكثر تركيزاً، والعمل أكبر مردوداً..
وتتصل بالمدينة المنورة جميع وسائل المواصلات والنقل في المملكة.. بما يتفق مع مكانتها، ومئات الآلاف من الزوار الذين يؤمونها على مدار العام.. ويبعد مطار المدينة المنورة اثني عشر كيلومتراً في الشمال الشرقي منها، أما أقرب الموانئ إليها فهو ميناء ينبع الذي يقع على مسافة (250) كم.
وقد حظيت المدينة المنورة بأمراء يكنون لها الولاء والانتماء والإخلاص فحرصوا - حفظهم الله- على توفير كل وسائل التقدم والازدهار الحضاري والعمراني والثقافي والتعليمي من خلال الثقة الغالية التي حظوا بها من لدن خادم الحرمين الشريفين.. فأدوا الرسالة على خير ما يرام..
واستمرت التنمية العمرانية لسنوات طويلة حتى أصبح الاستثمار العقاري من الاستثمارات الناجحة في المدينة المنورة، وذلك لعدة اعتبارات أهمها عدم وجود استثمارات صناعية أو تجارية، كغيرها من المدن السعودية الأخرى، كذلك لرغبة الكثير من المواطنين في شتى مدن المملكة بشراء أراضٍ، والسكن بالمدينة المنورة خاصة ممن هم مقبلون على التقاعد.
ولقد لفت نظري في زيارتي الأخيرة لمعشوقتي ومعشوقة كل المسلمين -المدينة المنورة- أن هناك مساحات كبيرة من المزارع المهجورة الجرداء دون تخطيطها مع وجود المياه الكافية لاخضرارها مما أدى ذلك إلى وجود أشجار ونخيل جافة بسبب عدم وجود المياه مما يؤدي إلى حدوث الحرائق، وكذلك الإخلال بالمنظر العام نظراً لوجود بيوت تحتاج إلى تعمير مما يتنافى مع التنمية العمرانية التي تشهدها المدينة المنورة وبما يتوافق مع قدسيتها ويعكس صورة مشرفة أمام زوار المدينة الذين يقصدونها من كل بقاع العالم الإسلامي.
أرجو أن نستمر في نهضتنا العمرانية والتي تشهدها جميع المدن السعودية والتي حرصت كل أمانة لها وتحت إشراف وزارة الشؤون البلدية والقروية وما اعتمدته وكالة تخطيط المدن منذ أكثر من (15) سنة بالسماح بتحويل الصكوك الزراعية إلى صكوك سكنية حتى يتم الاستفادة من هذه المزارع المهجورة التي انقطعت مياهها وإحالتها إلى أراضٍ سكنية تضاف إلى النطاق العمراني الذي تشهده المدينة المنورة.
دعوة للجميع أولاً بزيارة المدينة المنورة.. وثانياً بالاستمرار في التوسع العمراني الذي يعكس إنجازات حكومة المملكة العربية السعودية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved