Tuesday 14th September,200411674العددالثلاثاء 29 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "القوى العاملة"

من المحرر من المحرر
قصتي مع السعودة يا معالي وزير العمل!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي
عندما تسلّم معاليكم حقيبة وزارة العمل كانت لديكم الكثير من التحديات والأولويات أبرزها توفير أكبر قدر من الوظائف للمواطنين في القطاع الأهلي، والحد من تدفق العمالة الوافدة في سوق العمل والتي أصبحت تزاحم المواطنين على فرص العمل المتاحة.
لقد واجه حماس معاليكم فتوراً لدى بعض رجال الأعمال ومديري الشركات من المواطنين فقالوا إن القصيبي جاء ليضيق علينا مجالات الاستقدام في حين أن في دول خليجية مجاورة لا يستغرق استخراج التأشيرة سوى دقائق، وهدد البعض بنقل استثماراته لتلك الدول. ورغم هذا فإن معاليكم لم يعبأ بذلك وبقي صامداً حازماً عسى أن يكون ذلك زلة لسان عابرة، حتى ظهرت لنا الصحف المحلية مؤخراً بمشاكل العمالة وبيع التأشيرات التي بدأت تظهر في بعض دول الخليج مما جعل تلك الدول تعيد مراجعة حساباتها فيما يتعلق بأنظمة الإقامة والاستقدام.
معالي الوزير :
ليس هناك أفضل من الاستثمار في الداخل مهما كانت إغراءات الخارج، وليس هناك أروع من أن نعتمد بعد الله على أبناء هذا الوطن في مختلف المجالات والتخصصات، وما يزيدنا إصرارا على ذلك هو أزمة الخليج التي مرت قبل سنوات وجعلت الوافدين يتسابقون على المطارات للعودة الى بلدانهم وترك وظائفهم شاغرة، وخاصة في تخصصات ما زال الوطن بأمس الحاجة لها مثل الوظائف الفنية والصحية والصحية المساعدة.
معالي الوزير:
لقد حصلت تجربة في التعامل مع القطاع الأهلي أود أن أرويها لمعاليكم. هذه التجربة تؤكد أن هناك من المسؤولين في الشركات وأصحاب العمل ممن لم يع أهمية السعودة، وأهمية أن يشغل المواطن السعودي مكانه الطبيعي والمأمول في جميع الشركات. كما تثبت بأن ترديد بعض رجال الأعمال في كل مناسبة عبارة ان الوظائف المتوفرة لديهم في تخصصات نادرة لا تتوفر في سوق العمل غير صحيح على الإطلاق!!
القصة بدأت صدفة واستمرت خيوطها حتى وصلت الى مرحلة (الحبكة) وهي أكثر فصول القصة إثارة. بدأت كملاحظات عابرة من مواطن الى مدير عام إحدى الشركات. ولكون المسؤول الأول عن هذه الخدمة أحد المتعاقدين حاول التفاهم معه لتجاوز بعض المشاكل الفنية إلا أنه لم يجد آذانا صاغية بل وجد تعاملا جافا وجامداً وبعيدا عن قواعد اللياقة التي لا بد أن يتحلى بها الموظف القائم على خدمة العميل.
لقد أرسل ملاحظاته عبر الانترنت لمدير عام الشركة عبر موقع الشركة على شبكة الانترنت إلا أنه فكر أن يدعم هذه الرسالة (الالكترونية) برسالة هاتفية عبر الفاكس لمدير عام الشركة خاصة وأن الموظف المتعاقد الذي هو طرف في القضية هو المسؤول عن شبكة الانترنت وهو الذي قد يستقبل رسالته مما يقلل من فرصة وصولها الى المدير العام.
اتصل هاتفيا على الادارة العامة للشركة وطلب مكتب المدير العام للشركة وقام موظف السنترال بتحويل مكالمته الى مدير مكتب المدير العام الذي فهم منه أن المدير العام في اجتماع وتفاجأ بأن من يشغل مدير مكتب المدير العام من نفس جنسية ذلك الموظف غير السعودي، وقال لو أرسلت الفاكس الى المدير العام فإنها لن تصل إليه ومع ذلك أرسل ملاحظاته إليه وعاود الاتصال بالسنترال وطلب مكتب نائب المدير العام فحوله على مدير مكتب نائب المدير العام الذي اكتشف وذهل بأن مدير مكتب نائب المدير العام من نفس جنسية ذلك الموظف .
معالي الوزير:
هذه القصة التي أرويها الى معاليكم والتي اكتشف من خلالها حقائق عديدة ما زالت للأسف تحدث في مؤسساتنا وشركاتنا وبنوكنا، فهل يعقل أن لا يجد أولئك المسؤولون مديري مكاتب لهم من السعوديين ومعهد الادارة العامة ومعاهد التدريب الأهلي تخرج المئات منهم سنويا.
وهل يعقل بأن لا يتوفر لدينا متخصص في الحاسب الآلي ليكون مسؤولا عن المشاكل الفنية التي تحدث في الحاسب الآلي ولدينا العشرات منهم ممن يتخرجون من الجامعات والمعاهد وكليات الحاسب الآلي سنويا؟!
المشكلة ليست في عدم توفر المواطن.. المشكلة فينا نحن للأسف فالبعض منا ما زالت ثقته في المواطن قليلة او حتى معدومة، والبعض الآخر ما زال يلهث خلف التوفير والتركيز على العمالة الوافدة رغم أن الوافد سيحمله تكاليف أكثر بداية من قيمة التأشيرة ومروراً بالتذكرة والسكن والإقامة والعلاج والتدريب وغير ذلك مما جعل الدول الغربية تبحث عن العمالة الأجنبية التي لها سابق خدمة في المملكة لأنها تعلم انها تدربت على أحدث الأجهز.
إن من ما زالوا متأثرين بعقدة الأجنبي كثيرون للأسف الشديد وخاصة في القطاع الخاص حيث يعتقد البعض منهم بأن ابن جلدتهم قد يطلع على خصوصياتهم فيبعدونه ويستعينون بالوافد الذي قد يسافر بها معه دون رجعة!!
إن زيادة الوافدين قد يوجد الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والصحية والثقافية والتعليمية ايضا، والتي نحن بغنى عنها ويجب على رجال الأعمال من منطلق المصلحة الوطنية ان يعوا ذلك جيداً.
إنها قصة أرويها ليعلم معاليكم حقيقة بعض رجال الاعمال ممن اعتادوا على أن يذكروا في كل مناسبة أو بدون مناسبة بأن التخصصات المتوفرة في شركاتهم أو مؤسساتهم لا تناسب المواطن لأنها بحاجة الى تدريب وممارسة رغم أنها في النهاية وظائف كتابية لا تخرج عن وظيفة (سكرتير، مدير مكتب، ناسخ آلة، مبرمج حاسب) وهي متوفر بالمئات في الشباب السعودي.
معالي الوزير:
إن رسالتي هذه لمعاليكم تأتي من منطلق قناعتي التامة بحرص معاليكم على تحقيق أعلى قدر من معاملات السعودة في القطاع الأهلي والتي تسعى لها الدولة - رعاها الله - ممثلة في وزارتكم الموقرة وفي شخص معاليكم الذي لا أحد يمكن ان يشكك في اهتمامه وإصراره على الحد من العمالة الوافدة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved