* القاهرة - رويترز:
تتدلى سيجارة من بين شفتي معلم القيادة أحمد رمضان وهو يعطي درسا قيما في فن القيادة فيما يقوم بتوصيل سلكين متهالكين في سيارة التدريب لكي يعيدها إلى الحياة، قال أحمد (أول شيء يتعين أن تعرفه عن القيادة في مصر هو أن يكون لك قلب جامد. الشيء الثاني هو أنه بالاصدقاء من أصحاب المناصب والفلوس تستطيع أن تفعل أي شيء)، وفي سيارة التدريب التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي تشبه صندوقا وقد ربطت ماسورة العادم الخاصة بها بقطعة من السلك لايبدو رمضان على الاطلاق كجندي على الجبهة الامامية في معركة ملحمية للسيطرة على ممارسات سائقي السيارات العنيدين في مصر.
وتقول الصحف شبه الرسمية: إن عدد القتلى يصل إلى نحو ستة آلاف سنويا مع 24 ألف جريح .ومن غير الشائع ألا ترى حطام السيارات وحافلات الركاب الصغيرة اثناء السفر على جانبي الطرق السريعة الرئيسية. ويعتقد كثيرون أن الاختناق المروري في القاهرة لا يتيح الفرصة للسيارات للوصول إلى سرعات خطرة لكن مشهد السيارات العائلية المتحطمة التي تكومت أمام مراكز الشرطة بعد الحوادث يناقض ذلك وهم يعبرون بصورة لولبية الطرق التي تنطلق فيها سيارات تتراوح من مركبات الدفع الرباعي الفاخرة إلى السيارات العتيقة جدا. وبصرف النظر عن عمر أو قيمة السيارة فان الأغلبية العظمى من السيارات تلحق بهيكلها الاضرار نتيجة حوادث التصادم ، يشيع منظر حافلات نقل الركاب المكدسة بنحو 60 راكبا وهي تشق طريقها بصعوبة في الشوارع التي ضاقت أكثر مع وقوف بعض السيارات على الجانبين. وتصارع العربات الخفيفة التي تجرها الدواب وهي تنقل الخضروات وقد علق أصحابها عليها بعض ماركات السيارات الامريكية والاوروبية الفاخرة التي يعود تاريخها للخمسينيات والستينيات.
|