كف في مهبِّ السؤال...
حين تكون الكفُّ جزءًا في جسد، تنبسط لتُعطي أو لتأخذ، تتشكَّل في أهبة الفعل، تلتمُّ على قلم لتكتب، ما الذي تكتبه؟ لماذا؟ كيف؟ ما المضمون؟ إلى أيِّ الاتجاهات؟ وإلى مَنْ مِنَ الآخر؟
أو تتشكَّل في أهبة الحركة لتصافح؟ في خير أم في شر؟ لتأكل حلالاً أم حراماً؟ لتؤشِّر إلى نور أم إلى عتمة؟ لتعطي من غنًى أم إيثار؟
كفٌّ في مهبِّ السؤال...
حين تحمل حقيبة صغيرة بما فيها أم كبيرة؟
ما الذي حملَتْه هذه الكفُّ إليها؟ أبيض أم أسود؟ في خير أم في شر؟ ضدَّ أو مع؟ للبناء أم للهدم؟ للعلم أم للتَّضْليل؟
كفٌّ في مهبِّ السؤال...
بيضاءُ تنفتح للسلام؟
أم سوداء تتلوَّث للخديعة؟
قويَّة تصدُّ الشر.. تُقيل من الزلل.. تُعين على الصمود؟
أم ضعيفة تدفع إلى السقوط، تتجرَّد من العون، تندسُّ عند الحاجة؟
كفٌّ في مهبِّ السؤال...
تقود في الطرقات لإعانة ملهوف، وسدِّ نوافذ الرِّيح، وبَذْر الفسائل، وجَنْي الثِّمار، وإطعام الجائع، وسَتْر المكشوف، وعلاج المجروح؟
أم لإغلاق الأبواب، وفتح منافذ الريح، وذَرِّ التراب، وإضرام النَّار، وإراقة الدماء، ودَفْع السيل، وكشح الرماد؟
لتغطية المكشوف أم لتعرية المستور؟
يدٌ في مهبِّ السؤال...
تبني، أم تهدم؟
تُلبس، أم تُعَرِّي؟
تنثر الزهور، أم تفتح القبور؟
و... الناس: عربات تُناكب الأكتاف، وخلف مقاودِها كفوفٌ ذاتُ ألوان...
و... الناس: أحذيةٌ يرتدونها تُعَثِّر خطوات البَرَاح...
و... الناس: حقائبُ تتلاحم الاحتياج...
كلُّ الناس...
والأكفُّ التي تقود، وتساعد الأقدام على ارتداء الأحذية، وتحمل تفاصيل الحاجات في الحقائب... عضو في جسد الإنسان من هؤلاء...
موسومة بكلِّ واحد كفُّه... ممثِّلةً له...
فما الذي تمنحُهُ... أو تأخذُهُ، ومتى، وكيف، ولماذا تتحرك وتتشكَّل...؟ تنبسط أو تنقبض؟
كفٌّ في مهبِّ السؤال..
فأيُّ كفٍّ هي لك؟
|