* الرياض - الجزيرة:
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الوسطية والاعتدال سمة من سمات الشريعة الإسلامية، وهي منهج وسطي موافق للشرع، وموافق للعقل الصحيح، وقال: ان الشرع الصحيح بنصوصه وقواعده واجتهادات العلماء فيه يدعو إلى الوسطية والاعتدال وينهى عن الغلو والمبالغة.
وشدد معاليه على أن الوقت الراهن يتطلب منا الشعور بالمسؤولية والوقوف بحزم مع متطلبات منهج السلف الصالح، حاملين للأمانة، وحاملين للمنهج الصحيح وعقيدة أئمة السنة والجماعة بحق، وأن نكون خير مؤتمن على ذلك.
جاء ذلك في الكتاب الذي أصدرته الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، متضمناً نص المحاضرة التي ألقاها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في مقر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض مؤخراً بعنوان : (الوسطية والاعتدال وأثرهما على حياة المسلمين).
وقال معاليه: إن الوسطية والاعتدال موضوع شرعي لأن الله - جل وعلا - وصف هذه الأمة بأنها الأمة الوسط، قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} ولأن لفظ الوسط وكون هذه الأمة وسطاً جاء في كتب العقائد فما من كتاب من كتب أهل السنة والجماعة أهل الحديث والأثر إلا وينصون فيه على أن هذه الأمة وسط، وعلى أن أتباع المنهج الصحيح وسط أيضاً بين الغالي والجافي.
واستعرض معالي الشيخ صالح آل الشيخ - في الكتاب الذي يبلغ عدد صفحاته إحدى وسبعين صفحة - سمات الوسطية والاعتدال، ومنها أنها سمة الشريعة بنص القرآن، فهذه الشريعة متسمة بأنها شريعة السماحة ورفع الحرج، قال الله - جل وعلا - : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ، وقال أيضاً: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ}، ومن سماتها أنها شريعة العدل في الأحكام والتصرفات، ولذلك كانت وسطاً فالعدل في الأحكام والتصرفات يوجب الوسطية لأن غير ذي الوسط لابد أن يكون في سلوكه إما إلى تفريط وإما إلى إفراط.
واسترسل معاليه قائلاً: إن من سمات هذا المنهج أنه موافق للشرع، ثم هو موافق للعقل السليم، فالشرع الصحيح بنصوصه وقواعده واجتهادات العلماء فيه يدعو إلى الوسطية والاعتدال، وينهى عن الغلو والمبالغة، وكذلك مقتضيات العقل السليم، فإن حياة الناس لا تستقيم إلا بهذه الوسطية، فإن الانحراف عن الجادة يغلو أو جفاء لا يكون معه العيش مستمراً على وقت مصالح الناس فمصالح الناس تقتضي عقلاً أن يكون هناك منهج متوسط يجتمعون عليه ويدافعون عنه.وأفاد معالي وزير الشؤون الإسلامية أن الوسطية والاعتدال يبرآن من الهوى ويعتمدان على العلم الراسخ، والعلم إما أن يكون نصاً من كتاب أو سنة، أو أن يكون قولاً لصحابي فيما لم يرد فيه النص، أو يكون من اجتهادات أهل العلم الراسخين في ذلك، فاعتماد الوسطية على العلم الراسخ الصحيح مظهر من مظاهرها وسمة من سماتها.
|