* جدة - خالد صالح الفاضلي:
وقع وزراء خارجية دول التعاون في جدة يوم أمس الاثنين جدولاً موسعاً لقمة القادة المرتقب انعقادها في أبوظبي، فيما كان توحيد السياسات الخارجية تجاه قضايا اقليمية وعالمية هدفاً أول لوزراء الخارجية، خاصة ملف مساعدة العراق سياسياً واقتصادياً على تجاوز مرحلة الاحتلال.
وتسعى الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون إلى تحقيق منجزات نحو تحويل دول الخليج إلى جبهة اقتصادية واحدة مسنودة بموقف سياسي موحد من قضايا سياسية تعني البلدان، في حين كان المواقف السياسية لبعض الدول تختلف، بينما تحاول أبوظبي إعادة ملف جزرها المحتلة إيرانياً لأولويات طاولة القمة بعد غياب ناتج عن سخونة الملف العراقي خلال القمتين الماضيتين (آخرهما كانت تشاورية).من ناحية ثانية، تعول اليمن على قمة أبوظبي، وتعتبرها بحسب وصف دبلوماسيين يمنيين (منعطف حاسم) في مشروع ضم اليمن كدولة خليجية، كما تتوقع مصادر دبلوماسية خليجية مناقشة عودة العراق إلى منظمة مجلس التعاون حال ترسيم حكومة شرعية عن طريق الاقتراع الشعبي، بديلاً عن حكومة الدكتور اياد علاوي المؤقتة.إضافة إلى منح حقوق مواطنة متبادلة لمواطني مجلس التعاون، بينما لا يزال التقرير النهائي مرهوناً بموافقة أعضاء مجلس القمة.وكان الشيخ محمد الصباح رئيس الدورة الحالية (وزير خارجية الكويت) مقتنعا بتوقيع اتفاق جماعي نيابة عن دول الخليج مع باكستان والصين والهند، يتضمن تأسيس منطقة تجارة حرة تتشارك فيها مع دول الخليج، ويعتبر ذلك منجزاً اقتصادياً متقدماً. كما اعتبر تكثيف الجهود الأمنية في مواجهة الارهاب محور متقدم بعد توقيع وزراء داخلية المجلس لاتفاق متكامل في الكويت ينص على كسر شوكة الارهاب بكل الوسائل المتاحة لحماية الأوطان والمواطنين.
وأبان من زاوية دولية الشيخ محمد الصباح استمرار استياء دول الخليج من (همجية) الآلات العسكرية والسياسية الاسرائيلية في تعاملها مع قضية الشرق الأوسط، معتبراً السلام الاسرائيلي الفلسطيني مفتاح السلام في منطقة الشرق الأوسط داعياً اللجنة الرباعية لتفعيل دورها، واستحثاث المجتمع الدولي لوقف عنصرية الجدار الفاصل ومببراته، مع تقديم تعويضات مالية لكل من لحق به ضرر بسبب بناء اجزاء حالية من الجدار. كما استمر الموقف الخليجي صارماً تجاه فوضى الخطف والقتل المنتشرة على أرض العراق، واصفاً فاعليها وافعالها بالمنبوذة شرعياً وانسانياً، ومؤكداً على لسان كافة دول الخليج الحرص الشديد على وحدة العراق أرضاً وشعباً.
من ناحية ثانية أبان الشيخ محمد الصباح مسببات إزاحة مبادرة السعودية ارسال قوات إسلامية للعراق عن جدول اللقاء الوزاري وخلصها بعدم تقديم حكومة العراق الحالية (المؤقتة) طلباً، كما ينص البند الأول في المبادرة، كما أوضح أن حكومات الخليج تعمل على تقنين ارتفاع أسعار البترول، وتعتزم خفضها تحت تبرير مخاوف من نتائج سلبية قد تحدث في حال استمرار ارتفاع الأسعار لفترات طويلة رغم وضوح فائدتها على المدى القصير.
وكان مؤتمراً صحفياً مبسطاً عقده الشيخ محمد الصباح كشف فيه عن تذمر دول الخليج من اصرار دولة ايران على تجاهل نداءات خليجية وعالمية لدخول مفاوضات جادة حول تقرير مصير جزر إماراتية تقع حالياً تحت سيطرة ايران. كما أبان المجلس على لسان الشيخ الصباح قناعة دول الخليج بنداءات مجلس الأمن حول ضرورة رحيل القوات السورية من أرض لبنان، وقال الصباح (لقرارات مجلس الأمن خصوصية وحرمة يتوجب الاهتمام بها)
|