* الفلوجة - بغداد - أربيل - الوكالات:
شنت القوات الأمريكية هجمات جوية على بلدة الفلوجة العراقية أمس الاثنين مستهدفة ما وصفته بأنه اجتماع لأنصار الأردني المتشدد (أبو مصعب الزرقاوي)، وذكر أطباء في مستشفى الفلوجة أن 16 عراقياً من بينهم نساء وأطفال قتلوا في الغارات الأمريكية.
وقال بيان عسكري أمريكي: تحدثت مصادر المخابرات عن وجود عدد من ناشطي الزرقاوي البارزين المسؤولين عن عدد من الهجمات الإرهابية على المدنيين العراقيين وعلى قوات الأمن العراقية والقوات متعددة الجنسيات.
وقال الطبيب اياد محمد من مستشفى الفلوجة: إن 16 عراقياً قتلوا، كما أصيب 12 في الغارات الأمريكية التي شنت على مناطق مختلفة من البلدة الواقعة غربي العاصمة العراقية بغداد، ويتهم الجيش الأمريكي العراقيين من سكان الفلوجة بالمبالغة في عدد القتلى المدنيين، بينما يقول السكان: إن المدنيين مستهدفون.
ورأى شهود عيان أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد فوق الفلوجة وقالوا: إن مئات العائلات بدأت تغادر المدينة التي يسيطر عليها مقاومون يقاتلون القوات الأمريكية والحكومة العراقية المؤقتة التي يدعمها الأمريكيون، واستخدمت القوات الأمريكية مكبرات الصوت لحث سكان الفلوجة على التعاون معها.
كما أقامت القوات الأمريكية التي تقول: إن متشددين أجانب يستخدمون الفلوجة كقاعدة، لهم نقاط تفتيش في المداخل الشمالية والغربية والجنوبية للبلدة، وكانت قوات مشاة البحرية الأمريكية قد انسحبت من الفلوجة في مايو الماضي بعد أسابيع من القتال سقط خلاله مئات القتلى من العراقيين مفجراً موجة من الغضب في شتى أنحاء البلاد، وسلّمت القوات الأمريكية منذ ذلك الوقت مسؤولية الأمن إلى قوة عراقية حلت مع مرور الوقت.
وجاءت الغارات الأمريكية على الفلوجة بعد مقتل 110 عراقيين على الأقل في أنحاء متفرقة من العراق أمس الأول في تصعيد حاد لأعمال العنف التي هزت خلالها بغداد اشتباكات وانفجارات سيارات ملغومة وقصف.
من جهة أخرى أكد السفير الفرنسي في بغداد برنارد باجوليه: إن قذيفة سقطت عند الساعة 06.00 بالتوقيت المحلي من يوم أمس الاثنين على موقف السيارات الواقع مقابل السفارة مما أدى إلى تدمير سيارتين عائدتين لها.
وقال باجوليه: إن القذيفة أصابت سيارة من طراز (جي ام سي) قبل أن تسقط على الأرض، موضحاً أن الانفجار أدى إلى تدمير سيارة أخرى من طراز (بيجو) عائدة للسفارة.
وأوضح أن دوي عدد من الانفجارات سمع في تلك اللحظة ولهذا ليس هناك أي سبب يدعونا للتفكير بأننا كنا مستهدفين. وأوضح باجوليه أن أحداً لم يصب بأي أذى في الانفجار.
وفي شمال العراق أعلنت الإدارة المحلية: إن محافظ دهوك نجا أمس الاثنين من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة انفجرت بينما كان في طريقه إلى محل عمله مما أدى إلى جرح اثنين من حراسه الشخصيين.
وقالت وزارة الداخلية في حكومة مسعود بارزاني في بيان: إن عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق انفجرت عند مرور موكب محافظ دهوك نيجيرفان أحمد الذي كان متوجهاً إلى مكان عمله.
وأضاف البيان أن محاولة الاغتيال التي وقعت في الساعة 8.30 بالتوقيت المحلي أمس الاثنين تسببت في إلحاق أضرار مادية بسيارات موكبه بدون أن تؤدي إلى خسائر بشرية.
وأكد نيجيرفان أحمد في لقاء بثه (تلفزيون كردستان) أنه بصحة جيدة ولم يصب بأذى، لكنه أوضح أن اثنين من حراسه الشخصيين أصيبوا بجروح في الانفجار.
وقد ذكرت مصادر أمنية في محافظة دهوك أن عبوة ناسفة انفجرت أمام أكبر سوق تجاري (سوبر ماركت مازي) في محافظة دهوك التي تبعد 450 كيلومتراً شمال بغداد، موضحة أن (الانفجار لم يوقع ضحايا). وتقع محافظة دهوك في أقصى شمال العراق وهي من المناطق التي يسيطر عليها الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني وتتمتع بحكم ذاتي منذ نيسان/أبريل 1991.
وكان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين سحب جميع المؤسسات الإدارية من دهوك والمحافظتين الأخريين في كردستان العراق أربيل والسليمانية. وشمال العراق من المناطق التي تنعم بالأمن بالمقارنة مع بقية أنحاء العراق الذي يشهد وضعاً أمنياً متردياً.
|