الان تحديدا.. نحن بحاجة ماسة إلى ترسيخ (الحوار) كقيمة عالية تشكل سلوكنا، والآن فقط.. يأتي دور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني باعتباره نقلة نوعية في تشكيل الحوار وتأكيده كواقع ملموس يشتغل على كافة المستويات وفي جميع الأوقات وكل المناسبات وعند الفرقاء بمختلف اتجاهاتهم.
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني جاء في وقته فعلا، ونأمل أن يكون تأثيره أبعد من تنظيم مناسبات حوارية تحيا في الفترة من كذا إلى كذا وتموت بعد تلاوة التوصيات، كما نأمل أن يكون له عمليات توعوية مكثفة بلغة خطاب متقدمة وأفكار فعالة وشخصيات مؤثرة تنتشر بها ثقافة الحوار وتترسخ قيمه ويفهم الناس شروطه وحدوده وأبعاده وطريقته.
دورات معدودة مضت على برامج مركز الحوار الوطني ومع ذلك ما زلنا نرى عددا من المتحاورين على كافة المستويات الجماهيرية يستخدمون لغة الإقصاء والاستعداء والتهويل والتهديد والسخرية دون أن يكون لاطروحات مركز الحوار الوطني أي تأثير على كتاباتهم، فهل المشكلة في مركز الحوار نفسه أم المشكلة يتحملها أولئك البشر الذين وضعوا من أنفسهم قاضيا على الإنسان وحاكما على أي منتج ومسفها لأي رأي لا يتفق مع أفكارهم.
ما زلنا نرى محاولة لتكتلات جماعية حول فكرة واحدة ضد أفكار اخرى بصورة شمولية بحيث يلتغي الشخص المعترض عليه في نظر تلك الجماعات ويلتغي كل ما له علاقة به وتستعدى عليه المؤسسات والوزارات والناس اجمعون.
الحوار في صحفنا وكتبنا ومؤسساتنا بحاجة إلى دراسة تقويمية لاكتشاف مدى قربها او بعدها من شرط الحوار، بحاجة الى فرز الافكار والرؤى المتداولة في اعلامنا المحلي ونشاطاتنا الأكاديمية، بحاجة إلى قراءة عميقة للغة الحوار وطريقة تواصلنا مع الآخر.
ربما هذا احد اهم اعمال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.. ليكون معلومة على ضوئها تتخذ قرارات ايجابية وتطرح موضوعات حية ويعرف الناس أين موقعهم من نقطة الحوار، وذلك بدلا من السير لمجرد السير لأن السير وحده ليس المهم، بخلاف النتيجة التي نطمح اليها.
|