منذ أن تكونت مؤسسة الجزيرة للصحافة وأعضاؤها في حماس متوثب لإصدار هذه الجريدة يومياً، غير أن تجارب الطباعة والصعوبات التي واجهت القائمين على هذه المؤسسة أوحت لهم بتأجيل إصدار الصحيفة يومياً إلى أن ينبثق عن هذه الجهود تملك دار للطباعة لا ينازع فيها شريك خارج عن المؤسسة.. وشاء الله أن تتكلل محاولات الطموح إلى نجاح أوجد الأرض وأقيم عليها البناء واستوردت لها الآلات الطباعية الضخمة المتعددة الأحجام والقادرة على تنويع الإنتاج.
وكان من دعامات النجاح إصرار الأعضاء المؤسسين على استثمار كل ما تدره عائدات الإنتاج من أرباح نقدية لمواصلة البناء دون الالتفات إلى توزيع لمكاسبها العاجلة على الأعضاء شأن المؤسسات التي تنشد لأعضائها الكسب المالي السريع.
ذلك أن الهدف الذي ترسمه كل فرد من بنائها هو إقامة مؤسسة طباعة إعلامية في قلب عاصمة مملكتنا الناهضة تساهم في بث المعرفة ونشر الثقافة مواكبة لنهضة البلاد الشامخة التي يرعاها قائد رائد ومليك ملهم!!
وكان الأعضاء المؤسسون - عن إدراك لدورهم البناء - يفرضون على أنفسهم هذا الأداء عن طوع واختيار.
وما كانت وزارة الإعلام لتعطي هذا الأجل الطويل لجريدة منح امتيازها لتصدر يومياً منذ فجر تأسيسها على أن تصدر أسبوعياً مؤقتاً إلا لأنها تتابع عن يقين خطوات الحشد والإعداد لإقامة هذا الصرح الصناعي العتيد!!
ومن خلال الخطوات الرتيبة والمسيرة التي لم يتم لها الكمال فقد أسهمت هذه المطابع في إنتاج كثير من المطبوعات كالكتب والمجلات مع المنشورات الأخرى، حيث وفرت للمؤلفين والناشرين عناء الطباعة في الخارج، كما كان يجري في السابق وسواء كانت المنشورات والمطبوعات بلغة عربية أو بلغة أجنبية.
ولعل معظم مطبوعات جامعة الرياض ومعهد الإدارة وغرفة التجارة وما تصدره بعض الوزارات من كتب إعلامية أو علمية تشهد لمؤسسة الجزيرة الصحفية من وجود فعال.
واليوم وقد اكتمل الإعداد أو يكاد، فقد أصبح الوفاء بالوعد للقراء الأعزاء للالتقاء مع جريدتهم الجزيرة الصباحية اليومية وشيك الوقوع، وقد يتأخر ذلك أكثر مما نعد به إلا أنه بمشيئة الله تعالى لن يتجاوز الوفاء غرة شهر رجب القادم، والله الموفق.
| 
"زمان الجزيرة"