يحدثني المساء فلا أجيب
وبالآهات يأسرني الوجيب
أتسمع أيها النائي نحيبا
تردده المدامع والقلوب
وتبكي أيها المصفود حبا
تمزقه العواذل والخطوب
وتغزل من عيون الليل حلما
به الأطياف تبدو أو تغيب
سأسبح في خضم اليأس عمري
وأندب حين يسكتني النحيب
وتنتحر الأماني في صراع
يهدهدها التشرد والنضوب
فحسبك يا شقي فلست أدري
أفي الأحشاء سهم أم لهيب
وويحك يا فؤادي كيف تسلوا
وقد أضناك في الدنيا حبيب
تؤرقني بقايا الأمس حولي
ويشقيني قريب لا غريب
فيا ساقي القلوب بكأس حزن
به ثملت فأنضبها الهروب
اليك تحية الأشواق فترى
مضمخة تقلفها الطيوب |
أحمد عسيري
|