بعد مصافحة تاريخية بين عرفات ورابين
التوقيع على اتفاق الحكم الذاتي لغزة وأريحا

في مثل هذا اليوم من عام 1993م وفي حفل اختلطت فيه الخطب بذكريات الماضي تم في حديقة البيت الأبيض وبحضور أكثر من ثلاثة آلاف شخصية سياسية التوقيع على اتفاق الحكم الذاتي لقطاع غزة وأريحا.
وقد افتتح الرئيس بيل كلينتون في حديقة البيت الأبيض حفل توقيع أول اتفاق في التاريخ بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل امام حوالي ثلاثة آلاف مدعو.
وقال الرئيس كلينتون في الكلمة التي افتتح بها الحفل (نرحب بكم في هذه المناسبة التاريخية الكبرى) وقد أحاط به من اليمين رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين ومن اليسار رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات.
وحيا كلينتون ذكرى رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق مناحم بيجن والرئيس المصري السابق أنور السادات اللذين وقعا (في هذا المكان نفسه وعلى هذه الطاولة نفسها) اتفاقية كامب ديفيد سنة 1978م وأشاد ب(الريادة الحكيمة) للرئيس جيمي كارتر الذي جمع الرجلين.
وأضاف كلينتون: ان العالم اليوم يشكر رئيس الوزراء رابين ووزير الخارجية بيريز والرئيس عرفات مشدداً على الدور المميز الذي قامت به الحكومة النرويجية.
ورأى الرئيس الأمريكي ان الاتفاق حول الحكم الذاتي الفلسطيني الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية يعطي مزيداً من (الأمن والأمل) وتعهد بأن الولايات المتحدة ستمنح (الدعم الناشط) لإيجاد الحل للمشاكل المستقبلية.
وقال كلينتون: (ان أبناء إسحق وإسماعيل بدأوا رحلة شجاعة) وختم قائلاً: شالوم (سلام بالعبرية) وسلام (بالعربية) وبيس (بالإنجليزية).
وبعد الرئيس الأمريكي تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز الذي أعلن ان حفل البيت الابيض هو أكثر من توقيع.. أنه ثورة.
وقال بيريز ان الإسرائيليين (صادقون) في سعيهم وراء السلام (ونحن جديون) واقترح بيريز على الفلسطينيين مساعدة إسرائيل لايجاد ظروف مثالية للازدهار.
واضاف بيريز (لندع الرصاص جانباً ونستبدله ببطاقات الاقتراع. لنزيل الحواجز ونوسع الطرقات.لكي يتمكن الاشخاص والممتلكات من التنقل بحرية. وقال رابين (يجب ان يكون ذلك سفر التكوين الجديد) في الشرق الاوسط.
وكشف بيريز ان التحديات ضخمة جداً.
ومن ثم صعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية أبو مازن الذي وقع الاتفاق إلى المنصة وقال باللغة العربية (هذه بداية عملية سلام محفوفة بالمخاطر والمصاعب.. لكن اضاف (نحن مقتنعون بأن التعايش السلمي والتعاون هما السبيلان الوحيدان للتوصل إلى السلام.وسنتمكن من تخطي كل العقبات بواسطة مساعدة الأسرة الدولية ولا سيما حكومة الولايات المتحدة).
وأضاف أبو مازن رئيس دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية: قبل البدء بتوقيع الاتفاق حول المرحلة الانتقالية اننا نتطلع بأمل وتفاؤل إلى بعد سنتين من الآن عندما تبدأ المفاوضات حول الوضع النهائي لبلادنا.. وعلى الاثر بدأ توقيع المعاهدة بين اسرائيل ومنظمة التحرير.
وبدأ بالتوقيع شيمون بيريز وزير خارجية اسرائيل تلاه السيد محمود عباس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ووقع على الاتفاق كشاهدين اندريه كوزيريف وزير خارجية روسيا ووارن كريستوفر وزير خارجية الولايات المتحدة.
وتم التوقيع على وثيقتين.
ثم صافح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إسحاق رابين رئيس وزراء اسرائيل عقب توقيع اتفاق السلام.
وقد بادر عرفات بالسلام على رابين فتقدم رابين لمصافحته وسط عاصفة من تصفيق الحاضرين تحية للرئيسين.وعلى اثر ذلك قام شيمون بيريز وزير خارجية إسرائيل بمصافحة عرفات وكلينتون وبقية الموجودين على منصة الاحتفال.