Monday 13th September,200411673العددالأثنين 28 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

التمر.. وجبة لطلاب المدارس التمر.. وجبة لطلاب المدارس
د.عبدالعزيز الحمادي ( * )

بدأ العام الدراسي الجديد، ويتزايد حرصنا على كل ما يحقق للطلاب النجاح والتفوق والانتظام في الدراسة، فنبدأ في مراقبة غذائهم، بنفس درجة الاهتمام باستذكارهم وتحصيلهم العلمي، فكلاهما لا ينفصل عن الآخر، فالعقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم بدوره يحتاج إلى غذاء صحي يحتوي على عناصر مفيدة.
والتمر يحتوي على كثير من هذه العناصر التي يحتاجها الجسم بشهادة كبريات المؤسسات الطبية والغذائية العالمية. وهذه الفوائد هي جوهر التوجيه السامي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- بأن تدخل التمور ومنتجاتها في هدايا الدولة ووجبات المدارس والمستشفيات.
فالمدارس التي تزخر بفلذات أكبادنا من الطلاب في جميع المراحل يمكن أن تمثِّل قاعدة ممتازة، لتوسيع نطاق الفوائد الصحية للتمور.
فالتمر يحتوي على الكربوهيدرات والدهون والماء والأملاح المعدنية والألياف النباتية، ويعادل محتواه من الحريرات ما يحتويه نفس الوزن من اللحم وثلاثة أضعاف ما يحتويه السمك وهذا غني بالفيتامين (أ) المعروف بدوره في عملية الرؤية والوقاية من العشى الليلي وتكاثر الخلايا، كما يحتوي على الفيتامين (ب) المفيد للأعصاب، والجلد ناهيك عن غناه الشديد ببعض المعادن، ونذكر منها الفوسفور الذي يدخل في تركيب العظام والأسنان، بالإضافة إلى محتواه من البوتاسيوم والكالسيوم والحديد بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويتمثلّه بسرعة، بينما يكون تقبل أدوية الحديد صعباً على المعدة ويحتوي فوق كل ذلك على الكثير من العناصر النافعة الأخرى.
وتلك المنافع التي اكتشفها العلم الحديث في مختبراته بعد أكثر من أربعة عشر قرناً، من اكتشاف الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث الشريف: (التمر قليله دواء وكثيره طعام)، ووجدتني أتذكر حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: (بيت لا تمر فيه جياع أهله)، اندهشت كثيراً، فلماذا لا نستفيد مما منحنا الله من هذا الكنز الغذائي (التمر)، ولماذا يوجد بيننا من يقدم لأطفاله المقرمشات، والمعجنات وغيرها من أنواع الحلوى والتسالي، وينسى أن يقدم لهم التمر على ما فيه من فوائد، وما في غيره من الأضرار التي كثر حديث الأطباء من التحذير منها.
ولماذا أيضاً تركنا أولادنا يعزفون عن تناول التمور ويستبدلونها بما هو أدنى وأقل نفعاً، ولعل ما نشاهده من إصابة الناشئة والمراهقين بداء السمنة وغيرها من الأمراض لدليل قاطع على أننا لم ننتبه لفوائد التمر، وأخطار غيره من الأطعمة والمشروبات التي نقدمها لأبنائنا.
إن سعادتي بتوجيه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بإدراج التمور ضمن وجبات المدارس، سببها إدراكي ومعرفتي بما يمثِّله هذا التوجيه السامي من حرص على صحة أبنائنا وشبابنا الطلاب، بأن المدارس هي أفضل القنوات لتعزيز التغذية الصحية.
ولتحقيق أكبر استفادة من هذا التوجيه السامي، وما يحتويه التمر من عناصر غذائية، أقترح أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة بتنظيم محاضرات وندوات لإيجاد الطريقة المناسبة لتقديم هذه المادة الغذائية الغنية لأبنائنا الطلاب، ولتعريف الطلاب بفوائد التمر، وكذا المعلمون والمعلمات وجميع أسرة المدرسة، ففوائد التمر فائدة للجميع.

( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved