في يوم الاحد 20-7-1425هـ خطت الأستاذة (سلوى ابو مدين) في زاويتها مقالة فذة بعنوان (لم تشتكي) ، بينت فيها أن المرء لا بد ان يصمد في هذه الحياة تجاه منغصاتها، وعليه ان ينشر البسمة في بحبوحته، بعدها اذنت نفسي برحيلي الى عالم القلم لاشاركها في ومضات الشكوى! أراك تئن تحت وطأة الألم.. وضغط الآهات والحسرات.. اراك حبيباً في دارك متجهم المحيا.. ضائق بك الصدر، لم تترك للبسمة في طريقك مسارا، ولا للفرحة في دوحتك ظلا وارفا.. فهل ترى حالك يسر الناظرين، ويبهج العابرين، ويسعد السائرين؟ كلا وألف كلا، أيها الشاكي تبسم.. واطرح رتابة الحزن خلف ظهرك، لأنك حين تحزن فالحياة لن تنظر لحزنك، ولن ترأف بسخطك وجزعك، هب ان الدنيا بأسرها آلة تصوير فلماذا يا ترى لا تبتسم أمامها.. وترينا نواجذ الحب.. كي تقر عيوننا ولا نحزن حينما نراك بصورة السعد وبلوحة الهناء. إن كان حزنك على أمر قد مضى فهل يا ترى ستعيد الماضي.. وترجع شمسه الآفلة.. ولحظاته الغائبة؟ وان كان غمك لما سيأتي فهل أنت تعلم الغيب.. وتلحظ ما تكنه الأقدار، فأنت ترى حالاً عبوساً قمطريراً؟ لا انك حقاً لا تعرف من هذا شيئاً.. ان أهمس باسمك واتفوه عند رسمك واقول بأذنك:
لا تشغل النفس بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان |
واجعل من الفأل لبوسا.. وكن جميلا ترى الوجود جميلا!
وان كنت لا تعلم سر حزنك.. وغموض ضيقك وضجرك، فتفكر في حالك.. وتأمل في نفسك لترى أن العلة فيك.. وبؤرة المرض قد أخلدت الى جوفك فأسرع بعلاجها، كيف لا يكتنفك الغم.. ويسير في دروبك الهم.. وانت عاصٍ لرب الأرباب.. تأتي ما نهاك عنه وتعرض عما امرك به، اعرضت عن ذكر الله وعن الصلاة وتجنبت زيارة الارحام والصلات.. وطربت لكن الى البيض والى الأغاني والمنكرات وبعدها تسألني قائلاً: ما بي قد اكتنفني الهم وما اخالك إلا مردداً مع الحطيئة:
ولست أرى السعادة جمع مالٍ
ولكن (التقيّ) هو السعيد |
سليمان بن فهد المطلق - بريدة - جامعة القصيم - لغة عربية |