سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - سلّمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تفاعلاً مع ما كتبه الأخ عبد العزيز الدباسي في صفحة عزيزتي الجزيرة حول المكتبات المنزلية ومن يتخذها منظرا للكشخة ، كتب الأخ محمد بن عبد الله التميمي من حايل تعقيباً حول ذلك بعدد الجزيرة رقم 11685 بتاريخ 13- 7-1425هـ ، وقدم لنا وجهة نظره بأن هناك سبباً أهم مما ذكره الدباسي ، وأنه عامل أساسي ومؤثر بدرجة كبيرة ، ألا وهو البيت الذي بإمكانه أن يجعل القراءة عادة يمارسها الأولاد بكل حب وشوق ومتعة ، وقوله (ويظنون أن ذلك هو دور المدرسة وحدها) .. الكتاب جمال للمرء والمنزل معاً ، ليس باقتنائه فقط ، بل بمطالعته والاستفادة مما يتضمنه أياً كان نوعه وفنه ، فقد يستفاد منه علماً أو أدباً أو كلاهما وقرب الكتاب من المرء يدفعه للقراءة والكتاب بالبيت من خير ما يورثه الإنسان لمن بعده ، فهو محفظة العلم والأدب ومصدرهما بكل زمان ومكان ، والأسرة لها دور مهم في تنشئة الطفل على حب القراءة والإطلاع ، ولا يحصل ذلك إلا بوجود ما يناسبه من القصص والكتب بالمنزل حتى مع وجود ما ينافسه مثل التلفاز والصحافة والإنترنت ، وان كانت الصحافة تعتبر مما يشجع الطفل على القراءة بما تنشره مما يتعلق بتلك الفئة العمرية وهذا حكم من المشاهدة فعليها جزء من المسؤولية عن ذلك ، ولكن هناك ما هو مماثل لدور الأسرة إن لم يكن أقوى وهو دور المدرسة, حيث تعتبر أكثر تهيئة لذلك من المنزل ، فدورها أعظم من دور الأسرة لأن بيدها السبيل لحث الطفل وتشجيعه على القراءة والإطلاع ، ولذلك لم تنس وزارة التربية والتعليم هذا الدور ولم تغفل عنه ، بل جعلت في كل مدرسة مكتبة متكاملة تناسب جميع مستويات الطلبة والطالبات ، فقط يبقى تفعيل دور هذه المكتبات ومقدار الحث على الانتفاع منها ، وهذا مناط بالمدرسة وبمقدار الجهد المسخر لذلك قل أو كثر.
وهاكم مثال على ذلك ، في الفصل الدراسي المنصرم لاحظت على صغيرات لي (كن) يدرسن في المرحلة المتوسطة كثرة دخولهن وخروجهن لمكتبة المنزل بشكل أكثر من المعتاد ، ولمدة تزيد على خمسة عشر يوماً ، وإحضارهن لهذا الكتاب وإعادة ذاك ، فأصبحت حركتهن ما بين المكتبة وجهاز الكمبيوتر الذي تعلمت إحداهن الكتابة عليه من خلال المدرسة حركة دؤوبة ، بقيت على موقف واحد وهو عدم التدخل حتى جاء السؤال منهن عن أحد المعاجم ، أجبتهن للطلب وأرشدتهن للمطلوب لمَّا لم يعرفن طريقة البحث ، فقلن إن المدرِّسة طلبت منهن إحضار مقالات للمشاركة في المجلة التي سوف تصدرها في اخر الفصل الدراسي .. وفعلا تم اصدار تلك المجلة ، وأحضرن نسختهن منها بكل فرح وسرور ، هذا نموذج للدور الفعال للمدرسة (الخامسة والثلاثون في بريدة) في محاولة غرس حب القراءة في نفوس الطالبات فهو جهد مشكور؟
خلاصة القول ان دور المدرسة في ذلك أهم بكثير من دور المنزل ، لأسباب منها أن الطفل بالمنزل يجد غير قراءة القصة أو الكتاب الذي يقدم له من والديه ، كمشاهدة التلفاز ، اللهو بألعابه ، اللعب بالكمبيوتر ، لعبه مع أقرانه ، بالإضافة إلى مراجعة كتبه وحل واجباته المدرسية ، فوقته مملوء ، وليس من حق الأسرة أن تحرمه من ذلك الترفيه فهو من ضروريات الطفولة ، ولكن عندما يأتي الطلب من المدرسة ويكون هناك دور نشط منها للترغيب فيه ، فإنه يكون أكثر قبولاً لدى الطلبة والطالبات ، حيث الجو الذي يعيشونه داخل المدرسة مهيأ لهذا الغرض لأنه جو تعليمي متأصلة القناعة به ، ومتى اجتمع دور المدرسة والمنزل والصحافة وتعاضدا فذاك خير.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
محمد بن عبد الرحمن الفراج
ص. ب 5726 بريدة 51432 |