سمعته..
كأني سمعت أنينه.. شكواه..
كأني به.. يتألم من حاله..
أو تراه لا يصدق أنه اليوم
بقي دمية..
مجرد دمية يقلبها البشر كيفما شاء..
في نظراته..
أمنية بأن يعود الماضي..
يعود بشقائه.. لا يهم حتى يحفظ له كرامته وبقاءه..!
التفاتته..
انكساره.. يزيد داخلي حدة الألم؟
تأملته..
لم يعد كالأيام التي مضت..
وسيلة لتيسير رحلة طويلة في
فضاء الصحراء..
لم يعد المهم.. الذي ينقل البشر
بجلادة.. بقوة.. البشر الذين أضناهم
ترحالهم ولم يضنه
ومع ذلك...
لم يكونوا أوفياء؟
فمن البشر أنفسهم تلقى
أعظم الخيانة
حين أغناهم المولى.. بالحديد السريع..
لم يملكوا سوى إهدائه الذل
جعلوه ذليلا.. بعدما كان الفرد منا..
ينحني ليحمل الطفل ثم يمشي
به بضع خطوات ثم يقف
ليحمل الآخر؟؟
يحمله مبهورا من صنع البشر الخائن..
لم يعد بهيبته؟؟
لقد سُحب من صحرائه وفضائه ليحمل الأطفال!!
كيف أصبح اليوم دمية؟
ذلك الذي حمل هودج أمي على ظهره..
وأجدادي في مغازيهم..
ومن شق عباب الصحراء
كما يريد أصحابه بسمع وطاعة وبلا نصب..
واليوم..
أداة لهو لا أكثر.. فالطفل لا يعلم من هو الجمل؟!
سوى أنه وسيلة ترفيه!!
فهل يلام (سفينة الصحراء) على الألم؟
أم تراه يدعي السقم؟
يا قومي.. انه يكتوي
بخيانة العمر التي لا تمحوها
الاعتذارات العريضة ولا القلائد التي
تزين جبينه..
أظنه يحلم
فقط أن يطلق في صحرائه ليعيش
السكينة..
فهل هناك من وفاء يا قومي؟؟
|