Monday 13th September,200411673العددالأثنين 28 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هل زرت المدينة المنورة.. يوماً؟؟«1-2» هل زرت المدينة المنورة.. يوماً؟؟«1-2»
د. محسن الشيخ آل حسان

تعتبر زيارة المدينة المنورة واجبا دينيا على كل مسلم ومسلمة.. فهي المدينة المقدسة الثانية بعد مكة المكرمة التي يتوجه إليها الحجاج في كل عام.. وكذلك المعتمرون في كل شهر وأسبوع ويوم.. إذن.. الإجابة على سؤالي لن تكون صعبة على قرائي الكرام.. فكل مسلم واردها.. فهي مدينة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومثواه.. وهي دار الإسلام الأولى التي ناصرت رسولنا العظيم عليه أفضل الصلوات.. وقاتلت إلى جانبه معارك وحروباً تاريخية فاصلة.. كان لها الأثر الكبير في انتصار المسلمين وانتشار الإسلام في جميع بقاع العالم..
المدينة المنورة لها أهميتها الحضارية والتاريخية والإسلامية.. فهي مدينة الأنصار.. واخوتهم المهاجرين.. الذين أنشأوا وأسسوا قوة الإسلام الأولى، والذين دخلوا مكة المكرمة ظافرين بعد ثماني سنوات من هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
وتاريخ المدينة المنورة هو تاريخ الخلافة الراشدة التي قامت على أكتاف المجاهدين في سبيل الله.. ومحاربة المرتدين الطغاة، والدعوة إلى الإسلام.. دين الحق والسلام.. والأمن والأمان.. وقد كانت المدينة المنورة مقر الدولة الإسلامية الأولى، سجلت تاريخ وبطولة كبار الصحابة وهم يرشدون المسلمين إلى أمورهم، ويجمعون كتاب الله المنزل، ويوجهون جيوش الإسلام والإيمان لينشروا كلمة الله العليا في بلاد فارس والشام ومصر.. وغيرها..
واليوم.. والعالم أجمع يشهد الخدمات المميزة التي تفخر المملكة العربية السعودية.. ملكاً.. وحكومة وشعباً لخدمة شؤون مدينة ثاني الحرمين الشريفين.. وتطويرها.. وإبراز موقعها الإسلامي التاريخي الحضاري لتكون جديرة بالمكانة التي احتلتها على مرور السنوات في تاريخنا الإسلامي المجيد.
وأول زيارة لي شخصياً إلى المدينة المنورة كانت في عام 1407هـ حينما كنت ضمن الوفد الإعلامي الذي حضر تسجيل حدثاً تاريخياً بمناسبة افتتاح تلفزيون المدينة المنورة حينما أعلن الملك فهد - حفظه الله - استبدال صاحب الجلالة بلقب أصبح عشق وفخر الجميع هو لقب (خادم الحرمين الشريفين) .
وقد أتاحت لي هذه الزيارة آنذاك الاطلاع وزيارة المشروعات الإسلامية الكبرى التي تضمها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكان في مقدمة هذه المشروعات (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) والذي جاءت فكرته أن أعداء الإسلام أصدروا طبعات محرفة من القرآن الكريم لتوزيعها في بعض البلاد الإسلامية النائية.. فحاولت بعض الحكومات الإسلامية وعلماؤها وفقهاؤها التصدي لهذا النوع من المصاحف المحرفة.
فضلاً عن أنه وقعت أخطاء غير مقصودة في مصاحف طبعها بعض الناشرين المسلمين.. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مجمع طباعي لإنتاج نسخ صحيحة ومدققة من القرآن الكريم توزع على المسلمين في شتى أنحاء الأرض.. بعد توفير إمكانات الطباعة الممتازة والمتطورة.
ولقد كانت المدينة المنورة.. مدينة الرسول - عليه صلوات الله - هي الاختيار الموفق لخادم الحرمين الشريفين ليُشاد فيها هذا الصرح الإسلامي الكبير.. حيث إن هذه المدينة.. حفظها الله ورعاها.. جُمع فيها القرآن الكريم ودقق وكُتب ووزعت منه النسخ الأولى، وفيها يطبع الآن القرآن الكريم بعد أربعة عشر قرناً من نزوله.
وضع خادم الحرمين الشريفين حجر أساس المشروع في شهر محرم من العام 1403هـ الموافق 1983م، وفي شهر صفر من العام 1405هـ (1985) افتتحه بنفسه على بركة الله، وهكذا عاد لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم دورها كموئل لكتاب الله العزيز، ومنها انتشرت في جميع أرجاء المعمورة بملايين النسخ.. بطباعته الممتازة.. ورسمه الذي يشرف عليه ويراجعه عدد من كبار علماء اللغة والعلوم القرآنية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved