Monday 13th September,200411673العددالأثنين 28 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

عبدالله بن عبدالعزيز رجل المواقف عبدالله بن عبدالعزيز رجل المواقف
مالك ناصر درار

حين يقف الكاتب بين يدي واحد من شوامخ الرجال في مثل حجم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين.. ونائب رئيس مجلس الوزراء.. ورئيس الحرس الوطني... تأخذه الحيرة طويلاً في تخير أي الجوانب تكون منفذه إلى أغوار هذه الشخصية الشامخة؟!!! وأي المفاتيح هي التي تكون أصلح وأدق في الوقوف على أسرار العظمة فيها!!!
ذلك لأنه من أي باب يحاول الوقوف على سر الأسرار ومفتاح شخصية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز فسيجد نفسه أمام النموذج المكتمل رجولة وبطولة.. وعبقرية وبصيرة ملهمة!!
ولكن هذا كله ليس المفتاح الصحيح لهذه الشخصية الشامخة... لأن وراء الرجولة والبطولة والبصيرة المهمة... تلك الفطرة الملهمة التي صاغت أسلوب الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.. الذي يتعامل به مع الأحداث والأشخاص.. هي سر الأسرار.. ومواطن العظمة فيما أحرزه من نجاحات وما قيض الله له من التوفيق!!!
بيد أن الفطرة وحدها يمكن أن تتعرض لبعض الاضطراب إذا غلبتها الأعراف أو التقاليد.. وطمست نقاءها ظروف قاسية أو معيشة مترفة.. أو عنفوان القوة.. وثورة الشباب.. وعز المنعة والعصبية.. وكل هذا كان محيطا بالأمير عبدالله بن عبدالعزيز.. وكان ممكنا أن يؤدي إلى الجنوح بفطرته عن سوائها.. والخروج بها إلى النقيض في الرؤى والسلوك.. ولكن فطرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بقيت صافية.. لم يشبها سوء.. ولم تنحرف إلى شر.. وضبطت رؤاه وسلوكياته ومواقفه على الرشد والتوازن.. واجتناب الشطط أو الجنوح.. ذلك لأنها محروسة بعطاء الالتزام الديني والأخلاقي!!
إن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز... بعد المكانة العالمية التي أحرزها عبر تاريخه.. هو نموذج شامخ لعطاء الثقافة القرآنية.. والسنة النبوية... وأخلاق الفروسية والفطرة النقية.. والأثر الديني في تربية الأسرة!!
والإنجازات الحضارية والسياسية العظام التي تمت على يديه.. تقدم أعظم الأدلة على كفاية هذه المقومات في تكوين وإبراز أعظم النماذج لدى القادة العظام.. متى استوعبوا جوهر هذه المقومات... وأدركوا سرها، وكان لديهم مقومات التمكين لها في الناس كما يفعل الأمير عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله-!!
إن المستشارين الذين ارتضاهم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز علما ودينا ومعرفة يدركون أنه بفطرته السليمة.. وباستعداده الفطري المعروف القائم على التدبر والملاحظة.. ومراقبة الأمور.. وحسه الفائق في القياس والاستنتاج.. وحركة خياله التي لا تقف.. وشعوره الديني العميق.. المتمكن في دخائل نفسه كل هذه العوامل تهيئ له مقومات الزعامة والبطولة والنجاح فيما أحرزه من إنجازات!!
إن الدنيا حينما تقبل على المملكة العربية السعودية.. فإنها لا تفعل ذلك من فراغ بل لدينا- والحمد لله- حضارة تليدة.. وقاعدة بشرية قوامها العطاء.. وليس الأخذ وقلوب مفعمة بالحب.. ونفوس متجردة عن الهوى. ثم إن القائد المخلص الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعتبر الإنسان أغلى ثروة في الوجود لذا فإنه يبذل لحمايته.. والحفاظ على حياته.. وتضميد جراحه.. وتخفيف أحزانه.. وهذا يكفي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ويكفينا!!!
هكذا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحب شعبه.. ويحبه شعبه لابد أن يعيش نبض كل فرد من أفراده.. والقائد الذي نذر نفسه لخدمة الوطن والمواطن يحلم دوما بأن يكون الغد أفضل من اليوم.. ولا يرتاح له بال... ولا تهدأ له نفس إلا إذا تحقق حلمه.. في حياة حرة كريمة..ويسعده أن يحمل فوق كتفيه هموم الصغير والكبير.. والغني والفقير باعتباره واحدا من القادة العظام!! وبصراحة.. ودون تحيز أو مجاملة.. إن إنسانية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تفوق الخيال لأننا نادرا ما نجد قائدا يشغل نفسه بدقائق مشاكل شعبه.. وهموم مواطنيه!!
ما أعظمك يا وطن.. وأنا أجد بين أحضانك.. الدفء الصادق الحميم.. وما أعظمك من قائد.. لم تصرفك مسؤولياتك الجسام.. على أن تبقى بجوار المواطنين خلال الأزمات والمحن والمرض.. بل وأيضا في أيام أفراحه.. وليالي سعادته أن المواطنين الذين يعيشون تحت سماء المملكة العربية السعودية تكلؤهم عناية الله سبحانه وتعالى.. وقد أجمعوا كلهم على حب الأمير عبدالله بن عبدالعزيز... قائدا وزعيماً.. ورباناً ماهرا... لم يتخل عن أداء واجب.. ولم يخش مواجهة الأمواج العاتية. ولم يتراجع عن موقف.. ولم يغير مبدأ.. ولم يتردد في اتخاذ مبادرة تشير إليها الدنيا بالبنان.. إنها- والحمد لله- صيغة متميزة من العلاقة الإنسانية بين الشعب والأمير عبدالله بن عبدالعزيز!!
إن القدرة السياسية والعسكرية التي يتميز بها سمو سيدي الأمير عبدالله .. لم تطغ على القدرة العقلية الكبرى.. التي جعلته يشارك في بناء المملكة العربية السعودية.. والانتقال بها من صحراء قاحلة إلى دولة متحضرة.. وإلى أحد أهم البلاد العربية الإسلامية، ومن ثم فإنه بالمنطق الحضاري.. فإن همه الكبير.. وشغله الشاغل أن يجد أبناء وطنه الطريق الممهد لكي يبنوا أمة قوية تتسلح بالعلم والدين.. وصفاء النفس!!
إن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في كل خطوة ترتبط بمصالح الناس.. وتعميق الشعور الديني في النفوس.. وتطوير المجتمع.. يسترشد بأحكام الشرع وأئمة الدين المستنيرين.. وذلك من أجل أن يدعم قراراته الحضارية بأسانيد دينية .. ثم بعد ذلك يستطيع أن يمتشق حسامه في شجاعته المعروفة عنه ليحمي ما قد يتخذه من قرارات ويدفع عنها.. تلك القرارات التي تمهد الطريق إلى الحضارة.
حفظ الله لهذه البلاد قائد المسيرة مولاي خادم الحرمين الشريفين وبارك لنا في عضده الأيمن وسمو النائب الثاني سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعزهم الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved