* جدة - خالد صالح الفاضلي:
ترفض جدة قبول الإرهاب أو امتصاص سمومه، و استطاعت خلال السنة الماضية خنق كل المحاولات بدرجة(ميت في المهد)، رغم اكتظاظ جهاتها الأربعة بأحياء عشوائية أصبحت مستنقعات لمخالفي نظام الإقامة الشرعية، و القانون.
يوشك أن يكون احتضان جدة لعشرات الأحياء العشوائية بيئة مناسبة لحماية الراغبين في سلوك متاهات الضلال الإرهابي، كما هي الحال حالياً مع تجار ومروجي المخدرات، لكن الإرث الثقافي المتجذر في سكان الحجاز أو المحتمين بجوارهم يمنحهم حصانة ضد (فيروس الإرهاب) أو ركوب موجات الخروج على (ولي الأمر)،كما أن جدة كجغرافيا رفضت على امتداد 1400 سنة الاشتراك المباشر في أطماع سياسية توالت عاصفة بهدف زلزلة ولاية الخلافة في عصور الخلافة الاسلامية.
يصعب على العقل الحجازي الخروج من موروثه الأصيل و الدخول إلى مناطق الصراع الدموي، منذ أن منحت مفاتيحها طواعية للملك عبدالعزيز، يرحمه الله، لذلك تتحول إلى قلعة من ذهب عندما ينكشف لها وجود جسد بشري يتعطش لدماء الأطفال قبل الكهول.
كما أن جدة بكامل جسدها البشري تمتلك قدرة على صناعة رأي عام شبه موحد، و بالتالي استطاعت سيدة البحر الاحتفاظ برأي جمعي صريح ضد الإرهاب، يتشارك فيها الكل، بما فيهم عدة آلاف صفقوا للأجهزة الأمنية في ليلة حي الصفا الشهيرة، عندما اصطادت قبل عدة أشهر تجمعات لمطلوبين أشعلوا ليل جدة بنار رشاشاتهم قبل أن يذهب بعضهم للقبور و البقية للسجون.
يستمر الرهان قوياً على استمرار رفض جدة وشبابها (فتيان وبنات) شأنها في ذلك شأن بقية مدن المملكة بعدم السماح لفكر أسود استغفال عقولهم المبنية على التسامح المطلق المنتشر بين زوايا المدينة المطرزة بسكان وجنسيات مختلفة السحنات والأعراق.
|