* جولة - عبد الله الملحم:
بعد ثلاثة أسابيع تبدأ شركات السوق تباعاً في إعلان نتائج الربع الثالث، وسط توقعات مبكرة أن تحقق الشركات القيادية قفزات تصاعدية في ربحيتها.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يدور في سوق الأسهم هذه الأيام؟
(الجزيرة) قامت بجولات شملت العديد من صالات تداول الأسهم في عدد من مدن المنطقة الشرقية لمعرفة مرئيات المتداولين عن وضع السوق لاسيما بعد تحقيق المؤشر مستويات قياسية جديدة ،وقد لمسنا من خلال هذه الجولات أجواء التفاؤل والحذر وانتشار الإشاعات وفقدان الشفافية وقلة المعلومات وتأثير أشباح المنتديات على قرارات صغار المتداولين وارتفاع مستوى الخطورة في المضاربات وهذه حصيلة أولى الجولات.
الأستاذ عبد الرحيم محمد الموسى مدير فرع أحد البنوك في مدينة الهفوف علق قائلا: السوق السعودي بألف خير وهو أكبر أسواق الدول الناشئة وهي حقيقة لاتخفى على أحد بدليل أن حجم التداولات مرتفع قياساً بالأسواق الناشئة الأخرى حيث يتجاوز في بعض الفترات إلى أكثر من عشرة مليارات ريال، وهذا مرده الى ارتفاع مستوى السيولة المدارة داخل السوق ويعكس أيضاً صلابة الاقتصاد السعودي.
ويعلق أحد المتداولين ويدعى محمد سعد الصويلح قائلا: لعل من أبرز عيوب ومشاكل السوق السعودي حقيقة أنه يفتقر للشفافية ومجال خصب لنمو الإشاعات في ظل الصمت المطلق من غالبية شركات السوق. وهذا أمر محير وخطير والمتضرر فيها صغار المتداولين الذين يقعون في فخ مثل هذه الإشاعات والتي يفتقر أكثرها للمصداقية، خذوا مثلا اسطوانة رفع رأس مال بعض شركات السوق. فتظل مثل هذه الإشاعات قائمة ولعل ما يزيد من حدتها تجاهل الشركات المعنية بمثل هذه الإشاعات لوضع حد لها بل ان هذا التجاهل شجع البعض لإطلاق أكثر من إشاعة حول تلك الشركات،وأضاف: بعض هذه الشركات تتجاهل مثل هذه الإشاعات التي تساهم استمراريتها في إهدار مدخرات صغار المتداولين الذين لا يدركون عدم صحة تلك الإشاعات إلا بعد أن تكون الفأس قد وقعت في الرأس.
ويشيد السيد محمد بسرعة حسم بعض الشركات وهي قلة لمثل هذه الإشاعات كسابك والرياض والتعمير ويتمنى أن تحذو شركات السوق نفس المسلك بدلاً مما هو قائم حالياً من تجاهل لمثل هذه الإشاعات.
وتحدث السيد فهد العويضي مضارب ومستثمر في السوق منذ أكثر من خمسة عشر عاماً بقوله: أمر محير ويدعو للقلق ما يحدث من مضاربات دخلت مرحلة الخطورة وهو ما يجري على الشركات متواضعة الأداء فأسعار هذه الشركات مبالغ فيها ولا تستحق 20% من أسعارها السوقية حالياً بل ان غالبيتها تعدت في أسعارها شركات يتم تصنيفها من شركات العوائد في وقت تئن فيه تلك الشركات وأعني بها الشركات الخاسرة من تآكل في أصولها، ولعل ما يفسر ارتفاع تلك الشركات إلى مستويات مقلقة حقيقة هي قلة عدد أسهمها وسهولة السيطرة عليها حيث تخضع لمناورات من قبل جماعات من المضاربين لرفعها بشكل كبير وبالتالي التصريف بالأسعار المرتفعة كما حدث مؤخراً. بل ان سيناريو تلك الجماعات يتم بشكل احترافي من خلال التناوب على رفع مثل هذه الشركات على فترات وتوريط صغار المتداولين من خلال اقناعهم بالدخول للشراء بأسعار مبالغ فيها وفي النهاية تتضح الصورة لصغار المتداولين بعد أن يكونوا قد أكلوا المقلب ساخناً.
ويعلق الأستاذ عيسى المويلح قائلا: لعل من الغرائب في سوقنا ارتفاع الشركات الخاسرة والتي تعلن عن رفع رأس مالها من خلال طرح أسهم للاكتتاب فرفع رأس مال الكثير من هذه الشركات ليس مغرياً إلى هذا الحد والذي ترتفع أسعارها إلى أكثر من 300% من قيمتها الدفترية وكأن الاكتتاب والحصول على أسهم مثل هذه الشركات يعد مكسباً مع العلم أن الشركات المعنية تلجأ لهذه الاكتتابات لتسديد ديونها المتعثرة في وقت تنخفض فيه القيمة الدفترية لهذه الشركات إلى النصف أو أكثر.
من هنا فالدخول في مضاربات على أسهم تلك الشركات يعد مخاطرة لن يدركها إلا من يحتفظ باسهمها ويدرك معها أنه وقع في الفخ وفي الوقت الضائع.
ويحذر السيد صالح عبد الله الحمد المتداولين في سوق الأسهم من الاندفاع خلف توصيات أشباح المنتديات والتي زاد عددها في الآونة الأخيرة. مشيراً الى أن توصيات الكثير من هذه الأشباح ليست سوى تقرير لمن يجهلون حقيقة مثل هذه الإشاعات التي يتفنن في إطلاقها أصحاب المعرفات المتعددة.
ولعل زيارة لأي منتدى من تلك المنتديات ستكشف لك أصول التطبيل والتغرير وعلى طريقة كل يحرج على سلعته!!
ويتدخل السيد خالد بن عبد الله النعيم مستثمر ومضارب منذ أكثر من عشر سنوات بقوله: المضاربات العشوائية أصبحت سمة السوق وعلى شركات لم تربح.
ولعل ارتفاع أسعار الشركات الخاسرة بشكل مخيف يؤكد ما أشرت إليه في وقت يتم فيه تجاهل الشركات الجيدة.
خذوا مثلا قطاع الأسمنت أكثر قطاعات السوق ربحية التداول على أسهم هذا القطاع محدودة جداً بل ان الضغط مستمر على أسعار شركاته في حين نجد شركات لم تحقق في تاريخها أرباحاً وسجلها حافل بالخسائر تحقق ارتفاعات متواصلة وهو بلا شك أمر مقلق، من هنا فإنني أنصح الجميع بتوخي الحذر والتركيز على شركات النمو وذات الأرباح والتي تحقق عوائد مجزية فهي شركات آمنة. بإذن الله.
|