Monday 13th September,200411673العددالأثنين 28 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

عهد البناء في مبادرة ولي العهد عهد البناء في مبادرة ولي العهد
د. خالد الشريدة (*)

تتوالى خيرات الله سبحانه على بلاد الحرمين بالرغم مما يمر بالعالم من أزمات مختلفة ومتنوعة، والواقع أن البلاد منها ما هو يجاورنا ومنها ما هو أبعد تتخطف كل يوم ولا يستقر وضعها على حال، وإذا كنا في بلادنا جزءا من هذا العالم المتشابك المصالح فإن الاستقرار الذي ننعم به والأمن الذي نعيشه في ديننا واقتصادنا واجتماعنا وسياستنا هو علامة قوة بالله ورضا منه، وتلك حقيقة لا تحتمل مزايدة أو مناقصة، لكن استدامة هذه الحقيقة، بل وتنميتها يحتاج منا إلى شكرها من جهة وحمايتها من الداخل والخارج ومن كل من يريد أن يفرق أمرها.
ومن حكمة القيادة وتواصلها مع هموم أبناء الوطن أتت بشائر تمس عمق احتياجات المواطنين بإعلان سمو ولي العهد أن فائضا بالميزانية ناتج عن ارتفاع أسعار النفط سوف يجد المواطن أثره من خلال تخصيص 41 ملياراً لمشروعات تنموية مختلفة ترتقي بحاجات الإنسان الأساسية التعليمية والصحية والعمل والإسكان وخدمات الطرق والصرف الصحي... إلخ.
وقد لقي هذا الإعلان المتوقع من قيادة هذا البلد ترحيباً واسعاً من كل فئات المجتمع ومكوناته ذلك أنه يخدم الجميع، ويتجاوب مع احتياجات المناطق كلها، والحقيقة أن المبادرة الكبيرة تعد بحق وصفة متميزة ترسم ملامح جديدة لعهد تنموي زاهر يساعد على تحريك وتيرة الاقتصاد السعودي.
ومن الجميل أن قيادة هذه البلاد تدرك أن فائض الميزانية يجب ألا يخدم فقط ديون الدولة العامة بل إن مشاريع البنية التحتية وخدمة الإنسان السعودي تجيء في أولويات اهتماماتها، ولذلك سوف تكون لهذه الاعتمادات الإضافية آثاراً واضحة على مختلف قطاعات الدولة والقطاع الخاص ومختلف الخدمات، ذلك أن العقارات سوف تتحرك، وشركات الأسمنت والتعمير والمقاولات، والتوظيف والمهنة والتقنية إلى غير ذلك من جوانب حياتنا الاجتماعية، الكل سوف يجد وينعم بإيجابيات هذه المبادرة الكريمة.
وقد أزال هذا القرار الحكيم تخوف المهتمين عن أن الاتفاق سوف يقتصر على الدين العام الذي يمكن معالجته بحكمة وخصوصاً أنه اجمالاً دين داخلي، وليست هناك أضرار عن تسديده بالكامل فغالب الدول مدينة للداخل والخارج وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
عموماً جاءت هذه المبادرة الحكيمة ملبية لتطلعات وطموحات مختلف شرائح المجتمع وسوف تحقق بعون الله عوائد هائلة للاقتصاد السعودي يستفيد منها القاصي والداني في أصقاع هذه البلاد المباركة، وأنا كمواطن أتقدم بعظيم الشكر والامتنان على هذا الإعلان القيادي والريادي وأدعو الله أن يوفق حكومتنا لما فيه خير البلاد والعباد وإلى مزيد من التوفيق والعمل البناء لننعم سوياً بمجتمع متكامل وبناء.

(*) جامعة القصيم - قسم الاجتماع


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved