* إسلام أباد
إبراهيم سعد أ. ش. أ:
تزايدت احتمالات انفجار الأوضاع في منطقة شمال غربي باكستان بإقليمي وزيرستان الشمالي والجنوبي بين قوات الجيش العاملة في المنطقة وبين أبناء القبائل من المسلحين الذين اتخذوا مواقعهم في المناطق الجبلية تمهيدا لبدء الأعمال الحربية بسبب انعدام الثقة بين الجانبين ، وهو ما ينذر بوقوع حرب أهلية في المنطقة، في الوقت الذى تشهد فيه المنطقة تطورات تصعيدية متواصلة من جانب قوات الجيش وعناصر القبائل ، تبذل المعارضة جهودها لوقف العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش في المنطقة وتهدد بالقيام بمظاهرة حاشدة تبدأ في وزيرستان وتنتهي في إسلام أباد.
والمثير للدهشة أن قوات الجيش أعلنت يوم الخميس الماضي أن الطائرات الحربية والمروحيات العسكرية قامت بالهجوم على مناطق جبلية استراتيجية في منطقتي لاداه وماكين وأنها تمكنت من قتل خمسين من العناصر الأجنبية المسلحة، غير أن المصادر المحلية أعلنت أن جميع القتلى من المدنيين والعناصر القبلية المحلية، وأنه ليس بينهم أي عناصر أجنبية، وعلى الرغم من إعلان أبناء القبائل أسماء الضحايا وبينهم 6 من طلاب المدارس وعدد من النساء و25 عنصرا محليا مسلحا إلا أن الجيش مازال يصر على أنهم من العناصر الأجنبية المسلحة.
وكان المتحدث العسكري شوكت سلطان قد أعلن الشهر الماضي عن قتل ثلاثة عناصر من الاوزبك في مناطق الجبال في إقليم وزيرستان الجنوبي غير أن القبائل طالبت بتسليم الجثث إليها لأن القتلى ليسوا من الاوزبك، وإنما من التلاميذ القبائليين الذين كانوا في طريق عودتهم الى قريتهم.
وبعد شد وجذب تأكدت السلطات الأمنية من أن القتلى هم باكستانيون وقامت بتسليم الجثث الى ذويها غير أنها لم تعترف بالحقيقة التي فضحتها الجنازة الحاشدة التي تردد صداها في كل أنحاء باكستان ، وفقا لتعبير وكالة أنباء الشرق الاوسط.
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات الباكستانية عملياتها في الإقليم وشروعها في عملية إعادة انتشار من وزيرستان الجنوبي ومنطقة وانا الى وزيرستان الشمالي في إطار إتمام المراحل النهائية من عمليات المطاردة والملاحقة في الإقليم فإن أبناء القبائل أخذوا من جانبهم أيضا في تصعيد الاوضاع والاستعداد للمواجهات مع قوات الجيش، وكشفت مصادر عسكرية باكستانية رفيعة المستوى عن أن القوات الباكستانية تسعى للتمركز في منطقتي رازماك وشاوال بإقليم وزيرستان الشمالي لتكثيف العمليات الامنية وفق خطة تم اعدادها سلفا لمحاصرة المناطق التى يشتبه في وجود العناصر المسلحة بها ومن ثم تصفيتها نهائيا.
وفي إطار التصعيد الانتقامي والاحترازي أيضا قام المسلحون القبائليون بإغلاق طريق الامدادات الرئيس للقوات المسلحة الباكستانية الذي يربط بين اقليمي وزيرستان الجنوبي والشمالي.
وذكرت الأنباء الواردة من المنطقة أن المظاهرات الغاضبة تجتاح المنطقة بعد الغارات التي شنتها القوات الجوية الباكستانية يوم الخميس الماضى، وقام المتظاهرون بإحراق موقع للقوات الحكومية ومنعوا تحركات قوات الجيش بين شمالي وجنوب وزيرستان.
|