تُعتبر المساجد -بحق- بيوت الله في أرضه، وهي أيضا من معالم الحق في هذا الوجود.. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر لا يخضع لأوامر الدين الإسلامي الحنيف، ولا يحترم أوامر الله عز وجل، ولا يقيم لها وزنا، أو جاهلا أو متجاهلا أحكامه وتشريعاته. ولما كان الأمر كذلك فإن المحافظة على المساجد واجبة، ومن حافظ على بيوت الله حفظه الله من كل شر، وذلك بسبب ما اقترف من الذنوب، كما أن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه العزيز آيات كثيرة تؤيد عمارة المساجد والمحافظة على نظافتها وطهارتها، نورد منها هنا ما تيسر: قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}،
كما قال تعالى في موضع آخر: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}، والذي دعاني إلى هذا الموضوع وجود بعض المساجد في بعض الأماكن في المملكة بحاجة إلى عناية أكثر كملاحظتها من الناحية العمرانية ومن ناحية النظافة والطهارة، وهذه المساجد إما أن تكون أوقافا لأشخاص جعلوها وقفا ثم أهملوها، وذلك بسبب اعتمادهم على أحد وكلائهم أو أنهم يقيمون في بلاد أخرى ولا يعلمون عن أوقافهم شيئا، أضف إلى ذلك أن كثيرا من مساجد صلاة العيد بحاجة ماسة إلى أسوار، وذلك لكي تحفظها من عبث العابثين والأطفال ومختلف الحيوانات التي قد تتخذ هذه المساجد ملاذا لها وما إلى ذلك.
ولنورد على سبيل المثال لا الحصر مسجد مصلى العيد في بريدة، الذي أصبح مرورا للناس ومكانا لوضع القاذورات والقمائم من السكان المجاورين لهذا المسجد من جميع الجهات، كما أن منظر هذا المسجد بالذات يندى له الجبين، فهو في حاجة ملحة إلى سرعة وضع سور حوله. والحديث عن المساجد كثير جدا ولكنني سأترك بقية الموضوع لهمة المسئولين عن المساجد {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
|