في مثل هذا اليوم من عام 1970 هبطت طائرة الكونكورد في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن لأول مرة في تاريخها، معلنة دخول صناعة الطائرات العالمية مرحلة جديدة بعد النجاح في إنتاج طائرة ركاب مدنية تفوق سرعتها ضعف سرعة الصوت.
ولذلك كانت طائرة الكونكورد، التي اقتصر استخدامها على فرنسا وبريطانيا وهما الدولتان اللتان شاركتا في إنتاجها، تقطع المسافة بين باريس ونيويورك في أربع ساعات، في حين كانت الطائرات الأخرى تقطعها في ثماني ساعات على الأقل.
يبلغ طول الطائرة الكونكورد 204 أقدام، قابلة للتمدد من 6 إلى 10 بوصات أثناء الطيران بسبب الحرارة الشديدة لهيكل الطائرة من جراء سرعتها الرهيبة.
وتبدو الطائرة في السماء مثل نسر ضخم داخل ردائها الأبيض المصنوع من طلاء خاص تم تطويره كي يتواءم مع تلك التغيرات، إضافة إلى قدرته على تشتيت الحرارة الناشئة عن الطيران بسرعة تفوق ضعفي سرعة الصوت.
ويبلغ طول الجناح 83 قدما و8 بوصات وهو ما يقل كثيراً عن الطائرات التقليدية التي تسير بسرعة أقل من سرعة الصوت، حيث تسير الطائرة الكونكورد بطريقة مختلفة كلية مستخدمة أسلوب (الدوامة التصاعدية) لإنجاز مهمتها الاستثنائية.
وأهم ما يميز هذا النسر الطائر هو ذلك الأنف المتدلي من المقدمة، ولعل ذلك ما يتيح أفضل رؤية ممكنة للطيارين عند الإقلاع والهبوط.
ويمتاز هذا الأنف المتدلي بأنه ناعم وحاد أشبه بالإبرة، وعلى قدر من الطول، بما يضمن أقصى اختراق ممكن للهواء، حيث ينساب الهواء على جانبي الطائرة محدثاً أقل احتكاك ممكن. يرجع تاريخ ميلاد هذه الطائرة الأسطورية إلى الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1962 عندما وقعت الحكومتان الفرنسية والبريطانية اتفاق إنتاج هذه الطائرة. وفي 17 يونيو عام 1974 قامت الكونكورد بأول رحلة ذهاب وعودة عبر الأطلنطي في نفس اليوم، ولكن تدهور صناعة الطيران العالمية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر على نيويورك وواشنطن دفع شركتي (إير فرانس) و(بريتش إيروايز) إلى وقف تشغيل طائرات الكونكورد بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها لتنضم هذه الطائرة الأسطورة إلى متحف الطيران عام 2003 .
|