في جلسة أدبية مع مجموعة من الباحثين كان محور الحديث عن وضعية المخطوطات في العالم وبالأخص في شرق أوروبا وروسيا وتعرضها للضياع وحاجتها للحفظ والصيانة والترميم والفهرسة وذلك أن العالم الإسلامي وغيره يضم في شتى دوله مكتبات ومتاحف وخزائن تضم بين جنباتها تراثاً حضارياً وفي الكثير من البلدان الإسلامية في الاتحاد السوفيتي حيث يوجد ملايين المخطوطات التي لم تأخذ حتى الآن حقها من التعريف بها والاطلاع عليها والتعرف على ما انتجه وكتبه العلماء المسلمون من أفكار وعلوم ونظريات وغيرها مما كان له الأثر في تطوير المعارف الإنسانية وتقدم العلوم - ومن هنا تبدو أهمية الحفاظ على ذلك التراث وتلك المخطوطات التي أصبحت تباع وتسرق من خزائنها ويعبث بها العابثون ممن لا يقدرون قيمتها والجهد الذي بذل فيها - ولذا ينبغي اتخاذ خطة جادة للحفاظ على تلك المخطوطات ووضع منهج للعمل على حصرها والاستفادة منها ومساعدة القائمين عليها حالياً بما يحتاجونه من دعم مادي ومعنوي تفاديا لعدم تسريبها وبيعها لتبقى سليمة ومعالجتها وترميمها لتكون في وضع مناسب للاستخدام، ولعل معهد المخطوطات ومراكز المخطوطات والتراث بما لديها من إمكانات قادرة على الإسهام الفعال عبر خطة متكاملة للاهتمام بأوضاع المخطوطات وأماكن تواجدها وذلك بالحفاظ عليها فهي ثروة علمية نفيسة جديرة بالاهتمام وذلك لخدمة تراث الأمة وفكرها من التخريب والضياع والسعي في جمع المخطوطات والمحافظة عليها ونشرها وتيسيرها للباحثين فالاهتمام بذلك له دلالات ثقافية وحضارية مهمة حيث يمتد أثرها إلى كل مكان في العالم وإبراز دور الحضارة العربية الإسلامية مما يجعلها حية متداولة بين أجيالنا.حقق الله الآمال.
|