Sunday 12th September,200411672العددالأحد 27 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

محمد الحمد الشبيلي «أبو سليمان» محمد الحمد الشبيلي «أبو سليمان»
قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف
الطبعة: الأولى لعام 1414هـ - 1994م، وهو من طبع مكتبة العبيكان

*عبدالرحمن الشبيلي:
محمد الحمد الشبيلي رجل عرفه التاريخ فأحبه فخلد ذكره وصيته، رجل أحبته الدنيا وعشقته وخلدت ذكراه وبكت لفراقه، رجل هام به الناس لطباعه وأخلاقه وكريم سجاياه، ولما احتاج الناس إلى ذكرى متجددة، جاء الدكتور الفاضل عبدالرحمن الصالح الشبيلي - حفظه الله ورعاه - ليكتب فيه كتاباً رائداً يتألف من خمسمائة صفحة من القطع الكبير، جاء فيه ذكر المترجم له في كل كلمة من كلمات الكتاب، بل في كل حرف من حروفه، جاء هذا الكتاب والناس أحوج ما يكونون إلى كتاب يترنمون به فيه ذكر وخبر لرجل من رجالات التاريخ، وشخصية من شخصيات العالم، محمد الحمد الشبيلي اسم نحت التاريخ حروفه على صفحته ووقفت الدنيا احتراماً وتقديراً لأخلاقه وكريم شمائله، اسم ما تردد على مسمع إلا وتبعته دعوات حارات مباركات بأن يسبغ الله عليه شآبيب من رحمته ومغفرته وجزيل عطاياه بأن يتغمده في فسيح جناته، وأن ينزله منازل الأبرار والمرحومين. والكتاب يقع في ثمانية فصول جاءت على النسق التالي:
الفصل الأول حياته، الفصل الثاني: شخصيته خصاله ومآثره، الفصل الثالث: مراسلاته، الفصل الرابع: أبو سليمان على ألسنة محبيه، الفصل الخامس: كتابات خاصة تناولت سيرته الذاتية، الفصل السادس: أبو سليمان بأقلام عارفيه، الفصل السابع: أبو سليمان في الشعر، الفصل الثامن: أبو سليمان بالصور الملونة والوثائق.والمترجم له محمد الحمد الشبيلي من الذين مدحهم الإمام الشافعي بقوله:


الناس بالناس ما دام الحياة بهم
والسعد لا شك تارات وهبات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تُقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدراً فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

ويقول عنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية: لقد كان الفقيد على امتداد خدمته الطويلة للدولة والتي قاربت ستين عاماً قدوة في الخلق الرفيع وأستاذاً في الوطنية والولاء، وقد عانى مؤلف الكتاب كثيراً وبذل جهداً جهيداً في سبيل إخراج الكتاب وذلك لأن ما كتب عنه لا يتضمن معلومات وافية عن حياته، حتى أن سجل المترجم له الشيخ محمد الحمد الشبيلي الوظيفي يعاني من نقص ملحوظ، ولذا فطبيعة هذه الدراسة كما يصفها المؤلف نفسه بقوله: (ولهذا فإن هذه الدراسة تظل محاولة شخصية تعتمد إلى حد كبير على المعلومات الذاتية والانطباعات الشخصية التي نحتفظ بها في أذهاننا أو نرددها في مجالسنا عن الشيخ محمد قبل أن تتعرض هي الأخرى للضياع بسبب عوامل الزمن).وبالنسبة لميلاد الشيخ محمد فلا تتوفر معلومات مؤكدة ووافية عن تاريخ ولادته إلا أن المرجح أنه من مواليد عام 1330هـ 1910م، في عنيزة وأمه تدعى منيرة السليمان الشبيلي والتي توفيت بعد مولده بأيام قليلة فتكفلت خالاته برعايته وتربيته، وعاش طفولة هادئة ووجد المحبة والعطف من والده وخالاته، وتعلم في كتاتيب ذلك الوقت القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، وحينما بلغ سن الشباب اقترن بزوجته الوحيدة موضي إبراهيم السلمان ورزق منها ابنته منيرة التي لم تعش فترة طويلة ثم ابنه الوحيد سليمان، ولم يتزوج الشيخ محمد مرة أخرى على الرغم من المحاولات التي بذلت من جانبه وجانب محبيه، فعاش بقية حياته أعزباً متمسكاً بدينه وخلقه، وقد عاش الشيخ محمد الحمد الشبيلي للناس ووقف حياته عليهم، ويرى مؤلف الكتاب حفظه الله تعالى أن هناك ثلاثة عوامل ساعدت على انصرافه للناس ووقفه عواطفه عليهم وهي:
الأول: حرمانه من تعدد الذرية والأبناء في نسله جعله يخصص جزءًا من وقته ومشاعره للأطفال.
الثاني: فقد زوجته مبكراً، وعدم زواجه بأخرى تستوعب الفائض من فراغه وطاقاته الإنسانية.
الثالث: الطبيعة المرنة لعمل السفارات التي تختلف عن طبيعة الإدارات الحكومية. كل هذه العوامل الثلاثة شكلت شخصيته وجعلت حياته وقفاً على الناس. ويصفه ابنه سليمان في رسالة أعدها لهذا الكتاب بأنه رجل اجتماعي يحب الاختلاط بكبار السن، والرواة والشعراء يجالسهم ويسمع منهم، وكان يحرص على زيارة مسقط رأسه عنيزة ويجتمع بالأهالي والأقارب والأصدقاء ويهتم بأمورهم ويناقش مشاكلهم.واستعرض المؤلف أربعة أبعاد رئيسية في شخصية الشيخ محمد..البعد الأول: كونه سفير أرض الحرمين الشريفين وهذا هو البعد الديني، البعد الثاني: مكارم الأخلاق وهو البعد الأخلاقي، البعد الثالث: الدبلوماسية والإدارة، وهو البعد الدبلوماسي، البعد الرابع: الوطنية والأصالة وهو البعد الوطني، واتحدت هذه الأبعاد الرئيسية الأربعة لتشكل على حد قول المؤلف: (ظاهرة إنسانية فريدة، وسحابة معطاء تبعث الهدوء والصفاء والمحبة والوفاء وكتاب مفتوح في باطنه وتواضعه، ودوحة مباركة جذوعها الوطنية وأغصانها الإخلاص وأوراقها الكرم وثمارها حسن الأخلاق).ومن الجوانب المهمة التي استعرضها الكتاب مراسلات الشيخ محمد وهي مفتاح من مفاتيح شخصيته، بل هي بوابة للدخول إلى عالم محمد الحمد الشبيلي الواسع ويصف يراع المؤلف هذا العالم بقوله: (عالم المراسلات لدى الشيخ محمد بحر زاخر لم يتسن لهذا الكتاب أن يحيط به لغزارته وعمقه، إذ إن من النادر أن تجد صديقاً له لم يكن بينهما عشرات من الرسائل).ويحفل الكتاب بعشرات الصور الملونة وغير الملونة والتي رافقت جزئيات الكتاب وأضفت عليه الحيوية والحركة وساعدت على تتبع سيرة الشيخ محمد الحمد الشبيلي بحركة مرئية، وتم انتقاء هذه الصورة من مئات الصور التي ضمتها مكتبة الشيخ محمد عليه رحمة الله تعالى.وقد بذل المؤلف فيه جهداً واضحاً على الرغم من قلة المواد المكتوبة عن الشيخ محمد، وكان للمؤلف حفظه الله جهد واضح في استكتاب أقلام بارزة وإعداد مادة خاصة بالكتاب تناولت هذه الكتابات سيرته الذاتية، ومن الذين شاركوا بأقلامهم المعطاءة الدكتور عبدالعزيز الخويطر والأستاذ جميل الحجيلان والأستاذ فارس الحامد وغيرهم.وامتاز الكتاب بالرؤية التحليلية النفسية والتي أضفت على الكتاب جانب الدقة والمتعة والغور في أعماق المترجم له نفسياً وذاتياً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved