الحاجز الأنفي هو ذلك الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف، ويمتد من مقدمة الأنف حتى البلعوم الأنفي في الخلف، ويتكون الحاجز الأنفي أساساً من غضاريف ومن شرائح عظمية. وللتعرف أكثر على الحاجز الأنفي وما يتعلق بانحراف ذلك الحاجز التقينا الدكتور أحمد العمار استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في المركز؛ ليحدثنا عن هذا الموضوع قائلا: انحراف الحاجز مشكلة شائعة جداً حيث إن غالبية الناس يكون لديهم انحراف في الحاجز إلا أنه توجد نسبة قليلة منهم يكون الانحراف عندها شديداً؛ مما يترتب عليه انسداد في الأنف.
وأسباب انحراف الحاجز الأنفي عديدة، ومنها الضربات المباشرة على الأنف، وقد يكون الانحراف ناتجاً عن الضغط على الأنف أثناء الولادة.
ومما يترتب على انحراف الحاجز الأنفي انسداد الأنف وقد يكون هذا الانسداد دائما أو متكررا ويزداد سوءاً في فترات نزلات البرد والحساسية.
وقد يكون المريض عرضة أكثر لنزيف الأنف بسبب انحراف الحاجز وأيضاً قد يتسبب انحراف الحاجز في تضييق مسامّ الجيوب الأنفية؛ مما يؤدي إلى سوء تهويتها وسهولة التهاباتها وصعوبة التخلص من التهابات الجيوب الأنفية.
وإذا ظهرت بعض المضايقات المترتبة عن انحراف الحاجز فإن الطبيب المختص يقيم حالة المريض بأخذ تفاصيل الشكوى والفحص الاكلينيكي مستعيناً على ذلك بالمناظير. وقد يحتاج إلى إجراء فحص بالأشعة لدراسة المناطق المحيطة بالأنف مثل الجيوب الأنفية والبلعوم الأنفي.
ومن حيث التدخل والعلاج فإنه يعتمد بالدرجة الأولى على شكوى المريض وما إذا كانت هنالك مشكلة أخرى قد تسهم في انسداد الأنف؛ مما يستدعي علاج هذه المشاكل بالعقاقير الطبية مثل حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية.
وقد يلجأ الدكتور إلى تعديل الحاجز الأنفي إذا كان الانحراف شديدا ولم تكن هنالك أسباب أخرى تفسر انسداد الأنف.
ويتم تعديل الحاجز الأنفي في الغالب تحت التخدير العام، حيث يتم قطع النسيج المغلف لغضروف الأنف من الأمام من داخل الأنف ويتم رفع النسيج المغلف عن الغضروف وبعد ذلك تتم عملية التعديل وهي تشتمل بالدرجة الأولى على محاولة الابقاء على الغضروف والعظم بقدر المستطاع وبنفس الدرجة؛ حرفها إلى المنتصف عن طريق قطع الغضروف والعظم، ومن ثم إغلاق النسيج المغلف بالغرز، ويتم بعد ذلك حشو الأنف بمادة اسفنجية الغرض منها وقف النزف وعدم تكون تخثر دموي تحت الغلاف المبطن للغضروف، ويتم إزالتها بعد 24 ساعة.
وإذا تمت هذه العملية فإن المريض يبدأ بعد الأسبوع الأول في التحسن واستخدام الأنف للتنفس الطبيعي. وغالباً ما تكون هذه العملية آمنة وقليلة المشاكل، وقد يترتب عليها بعض المضاعفات غير المرغوبة مثل نزف الأنف والالتهابات حيث يقوم الطبيب بالتعامل مع هذه المشاكل حسب الحاجة.
وقد يترتب على الإسراف في إزالة أجزاء كبيرة من الغضروف أو العظم تغيير شكل الأنف الخارجي، ولهذا يجب على الطبيب الحرص على الابقاء على هذه الأجزاء ما استطاع إلا ما كان الانحراف فيه شديدا حيث تجب إزالته ليتم تعديل الحاجز.
وبالنسبة لإجراء هذه العملية للأطفال فهي تجرى ولكن بتحفظ أكثر من الكبار حيث إن الأنف لا يزال في مرحلة النمو وإجراء مثل هذه العملية قد يؤدي إلى تأثر الأنف إذا تم استئصال أجزاء كبيرة من الغضروف أو العظم، وغالباً ما يتم إجراؤها لدى الأطفال في حالات الانحراف الشديد.
وهذا الانحراف بنفسه لو ترك لأدى إلى تأثر نمو الأنف، أو قد يُنتَظر حتى يبلغ الطفل سن 16 سنة إذا كان الانحراف أقل شدة.
|