امنحي طفلك أفضل بداية من خلال متابعة مراحل حملك

  *د. محمد السمري:
الحمل والإنجاب إحدى المراحل المهمة والحساسة في نفس الوقت في حياة المرأة ولا سيما إذا كان ذلك الحمل هو الأول، وتختلف درجة الوعي من سيدة لأخرى لكيفية التعامل مع مثل هذه الظروف، فكثير من الأمراض والمعوقات يسهل اكتشافها وعلاجها في حالة خضوع الحامل فور اكتشاف الحمل للكشف الطبي والمتابعة الطبية، ومن الطبيعي أن تحرص أي سيدة تفكر بالحمل على أن تتمتع بصحة جيدة قبل حدوث الحمل، فهناك فحوصات دورية يفضل أن تقوم بها المرأة للاطمئنان على صحتها بشكل عام وخاصة عندما تفكر بالحمل لما في ذلك من انعكاس على صحة الأم وجنينها، وقد قام مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي بتوفير الرعاية الصحية للحامل وفق المعايير العالمية والجودة العالية، وذلك من خلال برنامج متابعة الحمل بغية تقديم الرعاية الطبية الفائقة. ويسرنا من خلال هذه الصفحة أن نلتقي بعدد من أطباء وطبيبات المركز ليطلعونا على أهمية البرامج الخاصة بمتابعة الحمل والمتغيرات البيئية وأثرها على الحامل وكيفية التعامل معها وغير ذلك من النقاط التي تهم الحامل بصفة خاصة:
******
بوادر الحمل والزيارة الأولى
* د. زاهية.. ما هي الخطوة الأولى التي يجب على من أحست ببوادر الحمل أن تتبعها لبداية حمل صحي؟
- يجب على كل من أحست ببوادر حمل مراجعة الطبيب واستشارته في كل ما يتعلق بذلك، ومن المهم أيضا التوضيح للطبيب عن التاريخ المرضي إن وجد، مثلا هل لديها أمراض مزمنة كالسكر أو ضغط الدم، وهل قامت بأخذ التطعيمات اللازمة للوقاية من الأمراض التي قد تصيب الجنين مثل: الحصبة الألمانية والجدير بعد ذلك سوف تستمع الحامل للنصائح التي سيقدمها لها الطبيب حيث سيرشدها لاتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات وخاصة فيتامين (ب) وكذلك الفيتامينات الأخرى التي تعود بالنفع على صحتها وصحة جنينها بإذن الله، والزيارة الأولى للطبيب تتميز بأسئلة كثيرة تدور حول الماضي الطبي وماضي العائلة، وهذه المعلومات يجب اطلاع الطبيب عليها.
متابعة الحمل
* ماهي مراحل المتابعة التي لابد للحامل من استكمالها لإنجاب مولود سليم بإذن الله؟.
- إن البرنامج الذي تم تحديده لمتابعة الحمل في المركز يشتمل على عدد من المراحل قبل الولادة، وفي الزيارة الأخيرة أي في آخر شهرين من الحمل سوف تكون زيارة الطبيب مرة كل أسبوعين ثم في الشهر التاسع مرة كل أسبوع حتى الولادة، وفي أثناء هذه الزيارات لابد من متابعة مستمرة للوزن وضغط الدم وفحص البول وفحص البطن لمعرفة مدى نمو الجنين، وفي هذه المرحلة يجب إخبار الطبيب عن أية مشاكل تظهر مثل وجود سكر أو اضطراب في وظائف الكلى أو تعب بالقلب.
الفحوصات المخبرية
* هل هناك فحوصات طبية تساعد الطبيب للتعرف على نموالجنين؟
- نعم هناك العديد من الفحوصات المخبرية التي تساعد الطبيب المتابع لحالة الحمل من التعرف على حالة الجنين وحالة نموه بالفحص السريري الدقيق وتتبعه، وهناك بعض التحاليل الأكثر دقة وتخص حالات معينة يحددها الطبيب المعالج لمعرفة الحالة العامة للجنين، إجراء موجات فوق صوتية لمعرفة وضع الجنين وحجمه وحساب عمره ومعرفة ما إذا كان هناك تشوهات ممكن أن تحدث ومتى تتم عملية الولادة.
أشهر الحمل
* د. رنا.. كيف يتشكل الجنين داخل بطن أمه وفقا لأشهر الحمل؟
- في الشهر الأول يبدأ القلب والرئة والمخ في النمو ويبدأ القلب في الخفقان بنهاية اليوم 25 من هذا الشهر، ولايمكن التفريق بين الجنين ذكر أو أنثى من حيث الأعضاء التناسلية الظاهرة قبل الأسبوع العاشر من الحمل، بعد ذلك يبدأ التمييز، ولكن يصعب رؤيته بالأشعة فوق الصوتية قبل الشهر الرابع حيث يبدأ تشكل الجنين بالأسبوع السابع بعد الحمل، وفي الشهر الثاني: يبدأ نمو اليدين والأصابع والأرجل للجنين مع بداية تكوين الركبتين والكاحل وأصابع القدمين، كما تبدأ المعدة والكبد في النمو، ويبدو الرأس كبيرا بالمقارنة مع باقي أعضاء الجسم، ويزيد الطفل في الشهر الثالث 186 جراما وينمو بسرعة كبيرة، وقبل نهاية الشهر الثاني يبدأ سماع ضربات القلب وتبدأ الأم بالإحساس بحركة الجنين، أما في الشهر السادس فيكتمل تكوين الطفل شكليا وليس وظيفيا، ويبدأ الجنين في مص أصابعه ويتحرك كثيرا وتشعر أمه بهذه الحركات.
وفي الشهر السابع يبدأ الطفل في الحركة بالالتفاف حول نفسه والعودة إلى وضعه الطبيعي مرة أخرى، وفي الشهر الثامن يبدأ الجنين بفتح عينيه ويغير وضعه في الرحم، وسيزداد وزن الأم، وفي الشهر التاسع يبدأ الجنين في النزول إلى الحوض.
الحمل ومتابعة دقيقة
* ماهي المخاطر التي قد تتعرض لها الحامل أثناء الحمل؟
- عندما يتم التعرف على الحمل الأكثر خطورة فإن هناك سلسلة من الإجراءات يجب اتخاذها عادةً بهدف حماية الأم الحامل من المخاطر الكبيرة التي قد تتعرض لها أثناء الحمل لا قدر الله، والحالات التي تم تحديدها في البداية على أنها قليلة الخطورة ربما تحولت إلى خطورة عالية فيما بعد مما يعنى وجوب استمرار المتابعة بدقة وإخضاع الحامل لفحوصات دورية ومتابعة دقيقة جدا وتسجيل ما قد يطرأ على حالتها، وقد يؤدي إهمال ذلك إلى الموت أو حدوث إعاقات دائمة للحوامل والمواليد، وعلى ذلك فلا بد أن نصنف الحمل حسب خطورته ليتضح لنا أن هناك حملا ما قد يشكل مشكلة كبيرة ويستلزم متابعة دقيقة.
وإذا كان الحمل بصفة عامة قد يعرض حياة الأمهات والأجنة والأطفال حديثي الولادة للخطر، فما بالك بحمل خطير ملامحه واضحة، وعلى الحامل بمثل هذا الحمل أن تكون تحت نظر طبيبتها، ويتم إخضاعها لفحوصات طبية مكثفة بين وقت وآخر، وقد مر علي عدد من هذه الحالات، وتم تدارك وإنقاذ الأم والجنين بإذن الله بفضل الالتزام بالتعليمات التي تعطى للمريضة، وتمت إكمال المدة للحمل بسلام وبولادة متيسرة- ولله الحمد-، ومن هذا المنطلق نؤكد أن الخطورة القصوى أثناء الحمل أو الولادة يتم السيطرة عليها في أغلب الأحيان من خلال متابعة مكثفة للحامل وجنينها، وبفضل الله عز وجل أولا وأخيرا، وماعلينا نحن كأطباء إلا القيام بعملنا على أكمل وجه، والباقي بإذن المولى عزوجل.
مضاعفات السكر
* د. زينب.. ما هي أكثر الأمراض التي تصاحب الحامل؟
- ينبغي على الأم الحامل المبادرة بالكشف المبكر عن السكر أثناء فترة الحمل خاصة إذا كان السكر موروثا في عائلتها أو تعرضت إلى حالة إجهاض أو ولادة لطفل كبير الحجم (4كيلو جرامات فأكثر) أو توفي لها جنين داخل رحمها، خاصة لأن ارتفاع نسبة السكر أثناء الحمل تعرض الحامل للكثير من المتاعب أثناء فترتي الحمل والولادة التي يتحمل فيها الإجهاض أو الولادة المبكرة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التشوهات في القلب والعمود الفقري (للجنين)، كما يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل أيضا إلى زيادة حجم الجنين ونسبة السائل الأمنيوسي اللذين يؤديان إلى صعوبة الولادة واحتمال حدوث نزف أثناء المخاض أو وفاة الطفل داخل الرحم، كما تكون عرضة للالتهابات المهبلية والتهاب المسالك البولية المتكررة أو ارتفاع في ضغط الدم.
فحص السكر للحامل
* ما هي الإجراءات المتبعة في حالة وجود سكر في تحليل البول المبدئي أثناء الزيارات لمتابعة الحمل؟
- في هذه الحالة يتطلب عمل فحص لنسبة السكر في الدم، وذلك بإعطاء الحامل محلول من الجلكوز(50ملجم)، ثم يؤخذ منها عينه من الدم بعد مرور ساعة من شراب المحلول، وفي حالة وجود ارتفاع في نسبة السكر بعد شرب المحلول يجب على الحامل اتباع حمية غذائية مع متابعة نسبة السكر بعمل فحص مستمر في كل أسبوعين، ويمكن أن يكون في البيت عن طريق جهاز فحص سكر الدم، بالإضافة إلى المداومة على الفحص بعد ساعتين من كل وجبة غذائية.
وفي حالة وجود ارتفاع في نسبة السكر في الدم بالرغم من اتباع الحمية الغذائية يجب في هذه الحالة أخذ إبر الأنسولين للتحكم في نسب السكر في الدم مع العلم انه ليس هناك أي أضرار من هذه الإبر بالنسبة للأم والجنين معا، والمرأة التي تعاني من داء السكر قبل الحمل التي تداوم على أخذ الحبوب الخافضة لنسبة السكر في الدم لابد لها من التوقف من أخذ هذه الحبوب في بداية الحمل والاستعاضة عنها بإبر الأنسولين لتعود للحبوب مرة أخرى بعد الولادة على أن تتابع نسبة السكر في الدم بصورة مكثفة أثناء فترة الحمل، وقد تحتاج إلى عمل الطلق الصناعي وتحريض الولادة لها في الشهر التاسع إذا كانت تعاني من كبر حجم الجنين أو لم تكن نسبة التحكم في السكر دقيقة، وتستطيع المرأة (المصابة بسكر الحمل أو المصابة بالسكر قبل الحمل) في الحالتين أن ترضع رضاعة طبيعية بدون أي مشاكل، بشرط التحكم في السكر ولا يترتب على الرضيع أو الأم أي أعراض جانبية من ذلك، ومبادرة الحامل بالكشف المبكر عن السكر خاصة إذا كان وراثيا أو تعرضت لإجهاض يقيها بإذن الله كثيرا من المشاكل والمصاعب الصحية.
البرنامج 13 زيارة
* ماهي الفحوصات التي تخضع لها الحامل من خلال برنامج متابعة الحمل؟
- يشتمل البرنامج على 13 زيارة مراجعة، وفيها يتم متابعة قياسات ضغط الدم والوزن وفحص السكر والبروتين بالبول، وكذلك قياس ارتفاع قعر الرحم وسماع دقات قلب الجنين بالدوبلر كل زيارة.
كما أن هناك تحاليل مخبرية تشمل فحص دم شامل (3مرات) لمعرفة صور الدم، خضاب الدم، نسبة الصفائح الدموية وعدد كريات الدم البيضاء، وفحص فصيلة الدم والمناعة، والتهاب الكبد الوبائي للتأكد من خلو المريضة من هذا المرض، والمناعة ضد الحصبة الألمانية، واختبار البول للتأكد من عدم وجود التهاب في البول، وفحص سكر الدم مرتين لمعرفة سكر الحمل، والكشف عن الإصابة بالتوكسوبلازما للتأكد من عدم الإصابة بهذا المرض، وتصوير بالموجات فوق الصوتية مرتين لاكتشاف نمو وتكوين الجنين وضع المشيمة وكمية السائل المنيوني، وتخطيط قلب الجنيني للتأكد من حيوية الجنين، وزيارة لعيادة طبيب الأطفال مع فتح ملف ( إذا لم يتجاوز ثلاثة أشهر)، وملاحظة الأم لحركة الجنين بعد الأسبوع الثامن عشر، وفي العادة يتحرك الجنين بمعدل عشر مرات في اليوم والليلة.
الحمل عالي الخطورة
* د . ريم الكردي.. ما هو الحمل العالي الخطورة وهل متابعة الحمل من قبل الطبيبة يحد من ذلك؟
- الحمل العالي الخطورة هو الحمل الذي تكون فيه الأم أو الجنين عرضة لحدوث اختلاطات قبل أو أثناء أو بعد الولادة أو إحداث إعاقة فيما بعد، وبمعنى آخر هو الحمل الذي تكون فيه الأم أو الجنين أو الطفل الحديث الولادة عرضة أكبر للخطر، ويمكن للأم أن تموت أثناء الحمل أو الولادة من النزف أو ارتفاع الضغط أثناء الحمل حيث يحدث لها تسمم حمل أو نتيجة أمراض متعلقة بالقلب أو أمراض في الأوعية الدموية أو السكري وما إلى ذلك، وفي حالات أخرى ربما تتحمل المرأة العواقب إذا هي أهملت مراجعة الطبيب حسب الأوقات التي يقترحها للكشف عليها، ولذلك فمتابعة الحمل مع الحامل هو إجراء طبيعي للحد من أعراض الحمل عالي الخطورة الذي قد ينتج عنه العديد من المشاكل بالنسبة للجنين تتضمن الإجهاض، وإعاقة نموه داخل الرحم، أو زيادة في النمو، أو موته داخل الرحم، وقد تحدث للجنين إعاقة جسدية، أو اختناق أثناء الحمل، هذا خلاف ما قد يتعرض إليه من إصابات بالإضافة إلى العديد من المشاكل بعد الولادة.
تأخر الحمل
* وقد تحدث الدكتور محمد السمري عن أسباب تأخر الحمل.
- فقال: إن مشكلة تأخر الحمل وعدم الإنجاب تعد من المشاكل التي تؤثر سلبياً على الأسرة من الناحية النفسية والاجتماعية فهناك حوالي 20% من المتزوجين يعانون من هذه المشكلة، والحقيقة فهذه المشكلة في ازدياد مستمر ولكن مع التطور العلمي وخاصة في ربع القرن الآخير لم يعد العلاج مستحيلا، ويضيف : إن أسباب تأخر الحمل كثيرة ومتعددة فهناك أسباب تتعلق بالسائل المنوي وعدم قدرة الحيوانات المنوية على تلقيح البويضة، وهناك أسباب خاصة بالمرأة من حيث عدم القدرة على التبويض أو انسداد الأنابيب، وهناك أسباب أخرى غير معروفة UNEXPLIANED SUBFERTALITY من حيث إن الزوجين لايوجد عندهما أي عائق طبي واضح لعدم الإنجاب، ومع ذلك لم يحدث حمل، وهذه تمثل حوالي 25% من الأزواج وعدم وجود سبب في حد ذاته يزيد من العبء النفسي على الزوجين.
أسباب تأخر الحمل
* ماهي الأسباب التي قد تساهم في تأخر الحمل وما هي الوسائل المستخدمة حاليا لعلاج ذلك؟
- أولا لابد لنا أن نعرف أن عدم الحمل هوعدم قدرة الحيوان المنوي على الإخصاب وعدم قدرته على اختراق البويضة، -وبفضل الله- قد تم التغلب على ذلك بحقن الحيوان المنوي في البويضة تحت الميكروسكوب ICSI وأدى ذلك إلى زيادة نسبة إخصاب بدرجة عالية، كما منح ICSI الفرصة الإنجاب لهؤلاء الرجال الذين يعانون من قلة عدد الحيوانات المنوية أو عدم خروجها من السائل المنوي نتيجة لانسداد الحبل المنوي حيث يمكن الحصول على الحيوانات المنوية مباشرة من الحبل المنوي أو الخصية، وفي هذا التكنيك نحتاج فقط لعدد بسيط من الحيوانات المنوية لحقن كل بويضة بحيوان واحد فقط، كذلك مع تقنية أطفال الأنابيب وجدنا أن بعض الأجنة تفشل من الخروج من الغلاف المحاط بها Zonaص حتى تلتصق بالرحم، وقد تغلبنا على هذه المشاكل بتكتيك يدعى Assisted Hatching وذلك بعمل ثقوب بسيطة في جدار البويضة لايتعدى 20-30 ميكرون، وذلك باستخدام الليزر وبالتالي يستطيع الجنين الخروج من الجدار المحاط به، ويلتصق بالرحم، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الحمل، وكذلك بانتقائنا أحسن الأجنة وزرعها بالرحم نزيد من فرصة التصاق الجنين بالرحم والحمل، أما عن أحدث التقنيات المستخدمة حالياً فهناك تقنية preimplantation Genetic Diagnosis وهي عبارة عن الكشف المبكر عن أي عيوب خلقية للجنين قبل أن تزرع في الرحم، وبالتالي يكون الجنين بإذن الله خاليا من الأمراض الوراثية الخطيرة التي يمكن أن تجعله معاقا بسبب المشاكل الكثيرة له ولأسرته ووطنه.
المشاركون
الدكتورة رنا الموقع
قسم النساء والولادة بالمركز
الأستاذة الدكتورة زينب حبيب
استشارية أمراض النساء والولادة جامعة الملك سعود استشارية غير متفرغة بالمركز
الدكتورة زاهية كمكم
قسم النساء والولادة بالمركز
الدكتورة ريم خير الله الكردي
قسم النساء والولادة بالمركز
الدكتور - محمد السمري
استشاري أمراض العقم والمساعدة على الإنجاب بالمركز