قرأت جريدة الجزيرة العدد 11643 الصادر في 28-6-1425هـ فأعجبني كاريكاتيرها بالصفحة الأخيرة عن البلدية والمخططات السكنية وتذكرت أن المخططات السكنية أكبر من طاقة السوق بسبب احتكار أصحابها لها أو من اشترى منهم وأراد ربحاً خيالياً فالمشكلة ليست من توفر الأراضي وليست من قلة المخططات وإنما الحاجة إلى الإعمار حيث نجد كثيراً من المخططات ما تزال أراضي بيضاء وتأتي المخططات الجديدة ويشتري منه أهم القطع وأبرزها من حيث المواقع وهكذا تبقى.. مما يزيد العبء على البلديات والخدمات الواجب توفيرها لسكان الحي، ونحن في مدينة الدلم يوجد لدينا العديد من المخططات الجديدة لم تصلها الخدمات بعد، ففي غرب حي الصحنة قام المخطط الجديد المجاور لمحطة تقوية الكهرباء وأُقيمت فيه المساكن ولكن لم تُضأ الشوارع ولم توصل المياه عبر الشبكة ولم تُقم الأرصفة على شوارعها خاصة شوارع الثلاثين الجديدة.. ولقد قامت مخططات جديدة أخرى ولم تكتمل الخدمات.. فلماذا لا تمنع البلدية الإفراغ حتى تتحقق شروط المخطط من قبل المالك فقد سكن الناس ومايزالون في ظلام دامس وبلا ماء.
إن المخططات العقارية تبدو على الورق زاهية الألوان ملفتة للنظر مشجعة على الشراء ولكن على الأرض بعيدة المنال كئيبة المنظر خالية من الخدمات بل هي إلى الخيال أقرب من الواقع.
إن مخططات مدينة الدلم خاوية من الخدمات تتطلع إلى الكثير من الحقوق والتبعات فنجد شرق الناصرية مخططات ضاوية خاوية ونجد في كل ناحية معاناة يتحملها المواطن ثم إنه بالرغم من وجود أراضٍ مخصصة حدائق ومساجد ومحلات تجارية تتأخر في التنفيذ.. ثم نجد البلدية تمنح تراخيص تجارية في مواقع مختلفة وتترك الترخيص في المواقع المخصصة.. ولم نجد حتى تنفيذ الحدائق أو التشجير، إننا بحاجة إلى مخططات نموذجية وإلا فلا! فلا حاجة لنا إلى مخططات تفتقد للأمور الحيوية من خدمات عامة يحتاجها الإنسان، فعلى البلدية سرعة تسهيل وتذليل الصعوبات التي تواجه المواطن للوصول للهدف المنشود.
إن الكثافة السكانية في مدينة الدلم والتوسع العمراني الكبير تتطلب زيادة المشاريع لهذه المدينة وزيادة في فئة البلدية.. ووضع المشاريع التي تواكب التطور الذي تعيشه مدن المملكة.. فالدلم مدينة عريقة في القدم وهي عاصمة إقليم الخرج قديماً ومدينة حضارية تقع على عدد من الطرق التي تخدم مناطق المملكة حيث تقع على طريق الجنوب الذي يربط العاصمة بالمنطقة الجنوبية عسير وجازان ونجران ودولة اليمن ويربط تلك بالمنطقة الشرقية ودول الخليج العربي. فعلى ذلك تستحق أن تكون مدينة عصرية ذات طابع مميز.
حمد بن عبدالله بن خنين / الدلم |